أشرف حميد نرجس، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، وعبد اللطيف عبد المنعم، رئيس المحكمة الابتدائية، بالإضافة إلى عدد من الأطر، أول أمس الاثنين الذي يصادف اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، على تدشين مقر أول بنك للعيون بالمغرب، تابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس. ويهدف هذا البنك، الذي بلغت تكلفته المالية حوالي ستة ملايين ونصف مليون درهم، إلى إعادة البصر للمرضى، الذين يعانون أمراض القرنية المستعصية، والمساهمة في تطوير البحوث في ميدان طب العيون، وتطوير الخبرة في جمع وحفظ وتوزيع القرنية، فضلا عن المساهمة في رفع مستوى الوعي للتبرع بعد الوفاة، وتطوير زرع أغشية المشيمة، التي تحيط بالجنين باستعمال البلاسنت. وقال محمد حريف، مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، إن بنك العيون الذي جرى تدشينه سيعمل على تعزيز برنامج زرع أعضاء وأنسجة الإنسان، وسيمكن عددا أكبر من المرضى من الاستفادة من زرع القرنية، مشيرا إلى أنه بفضل هذا البنك يمكن حاليا البدء في عملية أخذ العينات وزرعها بطرق حديثة وطبقا للمعايير الدولية. وأضاف حريف، في تصريح ل "المغربية"، أنه منذ انطلاق برنامج زرع قرنية العين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس سنة 2010، تمكن الطاقم الطبي المشرف على قسم أمراض العيون من إجراء 57 عملية زرع، إذ كانت هذه القرنيات تستقدم من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، معربا عن أمله في أن يصبح التبرع سلوكا اعتياديا في المجتمع. وأوضح مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس أن البنك سيعمل على تحسيس المواطنين بهدف توفير عدد كاف من القرنيات المتبرع بها، لسد حاجيات المرضى سواء على الصعيد الجهوي أو الوطني، مؤكدا أن البنك سيعمل على استيراد القرنيات من دول أجنبية في حال عدم توفر العدد الكافي من القرنيات المحلية. وكان مستشفى الأم والطفل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، شهد إجراء أول عملية لزرع القرنية انطلاقا من مانحة، وهي فتاة تبلغ 21 سنة أصيبت بجلطة دماغية، بعدما قررت عائلتها التبرع بقرنيتي الضحية لفائدة شابين يبلغان على التوالي 17 و21 سنة، اللذين كانا يعانيان من ضعف في البصر. وأشرف على هذه العملية طاقم طبي متكون من أطباء عيون متخصصين في علم الأحياء وممرضين وإداريين في المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، كللت بالنجاح أثناء عملية أخذ القرنيتين وزرعهما.