قامت السلطات العمومية في مدينة طنجة، صباح أمس الثلاثاء، بعمليات هدم واسعة في حي المرس التابع لمقاطعة بني مكادة، استهدفت منازل بُنيّت بشكل عشوائي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين القوات العمومية والشرطة وسكان الحي، أدت إلى احتجاز ضابط أمن من لدن السكان وكانت عناصر القوات المساعدة والأمن الوطني قد قامت بعملية إنزال واسعة، منذ الساعة السادسة صباحا من يوم أمس، حاصرت خلالها ما يزيد على 30 منزلا بُنيّت بدون الحصول على ترخيص وقامت بإفراغ ساكنيها، قبل أن تقوم بهدم 20 منزلا عشوائيا تامة البناء. كما شملت عمليات الهدم 12 منزلا أخرى ما تزال في طور التشييد، وهو ما أسفر عن مواجهات حامية الوطيس بين عناصر القوات المساعدة والشرطة، من جهة، وبين بعض سكان الحي، الذين عمدوا إلى رشق عناصر الأمن بوابل من الحجارة. وحسب مصادر مُطّلعة، فإن الاشتباكات التي كانت تهدف إلى تفريق المحتجين، أدت إلى احتجاز ضابط أمن بعدما هاجمه العشرات من السكان واقتادوه بالقوة إلى أحد المنازل، قبل أن يطلق سراحه بعد أقل من ساعة. للإشارة، فإن عمليات البناء بدون ترخيص، في حي المرس ومنطقة سيدي إدريس عموما، كانت قد انطلقت قبل ما يناهز 3 أشهر، إبان الحملة الانتخابية للاستحقاقات البرلمانية الأخيرة، واستمرت حتى بعد أن طالت عمليات الهدم منازل في منطقتي العوامة وبئر الشفا في مقاطعة بني مكادة، ما جعل الحديث يروج حول تورط مُنتخَبين وسياسيين بارزين في تسهيل عمليات البناء العشوائي. كما راج أن السلطات تغُضّ الطرف عن تلك العمليات لأنها كانت تُركّز كل جهودها على منطقتي العوامة وبئر الشفا بالنظر إلى أن عمليات البناء العشوائي هناك كانت تتم فوق الملك العام وفوق قطع أرضية مخصصة لإنشاء مرافق عمومية ووسط المجاري المائية، فيما كانت عمليات البناء في منطقة سيدي ادريس وحي المرس تتم فوق بقع أرضية مملوكة لأصحابها بشكل قانوني.