نفى العشرات من سكان منطقة العوامة بمقاطعة بني مكادة بطنجة، أن يكونوا تسببوا في اندلاع المواجهات التي دارت رحاها بينهم وبين قوات الأمن عقب قيام هذه الأخيرة بهدم مجموعة من المنازل التي بنيت بدون ترخيص، قائلين إن عناصر الأمن تعاملت بعنف و«بطريقة مهينة» مع أصحاب تلك المنازل. وقال ممثلون عن سكان المنطقة، في تصريحات خاصة ل«المساء»، إن قوات الأمن استخدمت «القوة المفرطة» من أجل إخراجهم من منازلهم، التي بنيت بدون ترخيص، وإن المواجهة لم تفرق بين المستولين على الأراضي وبين من يمتلكون أراضيهم في المنطقة. وقال السكان إن عناصر القوات المساعدة واجهت توسلات أصحاب المنازل بالضرب والكلام البذيء، كما قامت بضرب نساء وسحلهن وتعنيفهن، مضيفين أن الأمن «جاء مستعدا للمواجهة»، حيث دخل فجرا بواسطة العشرات من سيارات الأمن وعلى متنها أكثر من 100 عنصر. وقال السكان إنهم «اضطروا» لمواجهة القوة العمومية باستعمال الحجارة «دفاعا عن النفس»، على حد تعبيرهم، غير أن عناصر القوات المساعدة والشرطة، ردت بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع، التي أصابت البعض مباشرة، كما أصابت صدر شخص اعتصم في سطح منزله، فسقط من هناك، ما تسبب له في إصابات خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى. أصحاب تلك المنازل، الذين اعترفوا بأنهم شرعوا في البناء بدون رخصة، قالوا إنهم لجؤوا إلى ذلك بسبب مطالبتهم ب«دفع رشاوى» من أجل الحصول على تلك الرخص، مضيفين أن هناك منازل أخرى بنيت بدون رخصة لم تقم السلطات بهدمها، كما شددوا على أن السلطات قامت بعملية الهدم بشكل مفاجئ بدون سابق إنذار، ما اضطر بعضهم إلى المبيت في الشارع، حسب تعبيرهم. ونفى عدد من السكان أن تكون المنازل قد بنيت فوق أراض في ملكية عمومية، قائلين إنهم يملكون الوثائق التي تثبت ملكيتهم للقطع الأرضية. لكنهم عادوا واعتبروا أن احتجاجاتهم لم تكن بسبب هدم المنازل غير المرخص لها، وإنما بسبب «المس بكرامتهم وإنسانيتهم». يذكر أن منطقة العوامة بمقاطعة بني مكادة، شهدت موجة بناء عشوائي غير مسبوقة، على إثر ورود إشاعات تفيد بأن السلطات ستسمح بالبناء هناك بدون ترخيص، ما نتج عنه مواجهات عنيفة بين الأمن والسكان أثناء عمليات الهدم، لكن يوم الأربعاء الماضي تطورت تلك المواجهات بشكل عنيف، حيث قوبلت عناصر القوات المساعدة بالرشق بالحجارة، ردت عليها بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن جرح عشرات المواطنين واعتقال آخرين، إلى جانب إصابة 57 عنصر أمن وقوات مساعدة بجروح متفاوتة الخطورة.