طلب البلجيكي إيريك غيريتس مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم من وسائل الإعلام المغربية أن تساعد في إرجاع الجماهير لمساندة الفريق الوطني قائلا أنه يثق في الصحافة التي وعدها بأن يعقد كل شهر أو شهرين لقاءا تواصليا، معترفا بضرورة أن يتوفر الصحفي على كم هائل من الأخبار. جاء ذلك في خضم مرافعة دفاعية دامت قرابة 45 دقيقة بإحدى القاعات الصغيرة للمركز الدولي محمد السادس بالصخيرات جنوبالرباط خصصها التقني البلجيكي لجرد حصيلة عمله في ال16 شهرا و التي افتتحها بالتذكير بالتزام الذي وقعه مع رئيس الجامعة الذي غاب عن هذا اللقاء و الذي طلب منه بحسب غيريتس أن» يكون على المدى البعيد و حتى يكون هذا العمل ناجحا ينبغي أن أشرف عليه من بدايته إلى نهايته بعد أن وجدت فريقا وطنيا مغربيا غير لأسباب لا أعرفها و لا أريد أن أخوض فيها». وذكر غيريتس بالمهام الموكولة له في إقناع لاعبين مترددين بأوروبا لحمل القميص الوطني و منوها بحصيلة الاستقطاب التي شهدت صعود أسماء واعدة مثل بلهندة و امرابط و السعيدي و بمتابعته لأداء المنتخب الأولمبي و متابعته لعدد مهم من مباريات البطولة الوطنية مما سمح له بإجراء «أفضل تقييم»، قبل أن ينتقل لاستعراض الحصيلة الرقمية لعمله قال غيريتس إنه طيلة 16 شهرا على رأس المنتخب الوطني أجرى 15 مباراة حقق فيها الفوز سبع مرات مقابل أربع تعادلات و مثلها من الهزائم موزعة بين هزيمتين في نهائيات أمم إفريقيا بالغابون و غينيا الاستوائية و هزيمة بالتصفيات و هزيمة في لقاء ودي بدوري إل جي بمراكش. واستعرض غيريتس الجرد التفصيلي لإخفاق ليبروفيل انطلاقا من مشوار التصفيات و مرحلة الإعداد بماربيا ليستخلص» أنه ينبغي الاستثمار في الجانب النفسي على اعتبار أن للعامل النفسي قيمه كبيرة لأن نوعية وجودة اللعب وحدها لا تكفي لذا علينا التركيز على الجانب الذهني ومنح اللاعبين الثقة بالنفس حتى تكون هنالك سرعة في الأداء لا التسرع كما وقع في نهائيات كأس إفريقيا». وحمل غيريتس اللاعبين مسؤولية الانهيار في الشوط الثاني الكارثي أمام الغابون بداعي افتقادهم للقوة الذهنية وبأن الخسارة أمام تونس شكلت ضربة قوية، فيما شكل فوز تونس على النيجر ضغطا إضافيا دائما بحسب تحليل غيريتس الذي كان يتلوه و هو يتطلع لبداية صفحة جديدة مع الإعلام واعترف غيرتس بالقصور الكبير في جانب التواصل و قال:»أعتقد بأن هناك عدة أشياء ينبغي أن تتحسن بشكل واضح، كما أن هناك أخطاء ارتكبت و ينبغي إعطاء معلومات أكبر للصحفيين حتى يكون هناك احتراما متبادلا بين الصحفي و الناخب الوطني لأننا نشتغل معا رغم أننا قد لا نحب بعضنا بعضا». وأضاف:»أنا موافق لأن أتعاون معكم إذا كانت لكم نفس الرغبة و أقترح عقد ندوة صحفية كل شهر أو شهرين من أجل علاقات محايدة و موضوعية». وطلب غيريتس دعم الصحافة في إرجاع الجماهير لاحتضان منتخبها الوطني الذي كان قد احتفل بانتصاره الكبير أمام الجزائر حين قال: «عندي ثقة فيكم من أجل خلق روح جديدة لإعادة ربح حب الجماهير التي افتقدناها بنسب كبيرة أو صغيرة» معترفا بأنه افتقد للحظات الحميمية التي كانت تجمعه بالجمهور المغربي في السابق. وقال بهذا الخصوص»في السابق كان الكل يحييني و يمزح معي في الأسواق الكبرى لكن اليوم غاب الضحك و حضرت بنسب متفاوتة الانتقادات بين من يقول عليك أن ترحل في أول طائرة و بين من يقول لقد خضت أسوأ كأس إفريقية و قد كان بإمكاني تفادي ذلك بالانتقال لفترة لبلجيكا لكي فضلت البقاء بالمغرب و القيام بعملي». واعتبر غيرتس مباراة بوركينا فاسو الودية ليوم الأربعاء المقبل بمراكش «نهاية مرحلة و بداية أخرى» قبل أن يبرر استدعاء جمال عليوي بالقول:»لقد فاجأكم استدعاء عليوي لكن عليكم أن تستحضروا دوري كإنسان و هذا الفتى لم يتخل قط على الفريق الوطني و هو حاليا لديه مشكل مع فريقه و قد استدعيت أيضا لكي أوضح له بأن هذه الوضعية لا ينبغي أن تستمر «. وأضاف:»هناك فرق اللعب في ليشنشتاين و اللعب بإنكلترا ففي إنكلترا و رغم أنك لا تلعب فإنك متأكد من الخضوع لتداريب من مستوى عال» في إشارة لحالة مروان الشماخ قبل أن يشير لطيران عبد العزيز برادة من الفرح بعد تلقيه للدعوة و متأسفا لغيابات بسبب الإصابة. ونوه غيرتيس بالقنطاري و قال أنه اتصل به لإخباره بسبب عدم استدعاءه لمباراة بوركينا فاسو و بأنه سيستمر في الاعتماد عليه مستقبلا كما أبدى إعجابه بلاعب من البطولة الوطنية رفض الكشف عن هويته واعدا بأن يعتمد عليه في اللقاءين المقبلين في تصفيات كأس العالم «إن استمر في تألقه».