غيريتس: أبواب المنتخب مفتوحة أمام الكل وراتبي مسألة شخصية ولم أنتقد أي مدرب مغربي عدم التهاون مستقبلا مع جاهزية اللاعبين وفتح صفحة جديدة مع وسائل الإعلام أكد مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم البلجيكي إيريك غيريتس، في ندوة صحفية عقدها أول أمس السبت بالمركز الدولي للندوات محمد السادس بالصخيرات خصصت لعرض حصيلة المشاركة المغربية في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، أنه سيركز في إستراتيجية عمله المستقبلية على الجانب الذهني ومنح اللاعبين الثقة في النفس والرفع من التنافسية وتحسين التواصل للفريق الوطني. وقال غيريتس إن من أهم الدروس المستخلصة من المشاركة غير الموفقة «أنه ينبغي الاستثمار في الجانب النفسي على اعتبار أن للعامل النفسي قيمة كبيرة، لأن نوعية وجودة اللعب وحدها لا تكفي، لذا علينا التركيز على الجانب الذهني ومنح اللاعبين الثقة بالنفس حتى تكون هنالك سرعة في الأداء لا التسرع، كما وقع في نهائيات كأس إفريقيا». وحسب غريتس فإن «الهشاشة الذهنية لدى بعض اللاعبين المغاربة كانت واضحة لاسيما في الشوط الثاني من المباراة ضد الغابون والتي ظهر فيها الفريق بوجهين مغايرين شوط أول محترم وشوط ثان للنسيان»، مؤكدا أن خسارة هذه المباراة (3-2) تعود إلى الضعف الذهني، لأن اللاعبين كانوا تحت تأثير ضغط الحفاظ على هدف الامتياز»، ولم يفت غريتس التذكير بأن الهزيمة المفاجئة أمام تونس في الجولة الأولى وفوز منتخب الغابون على النيجر خصمنا في اللقاء الثاني، زادت من حدة الضغط على اللاعبين». وأرجع غيريتس هذا الإقصاء المبكر للنخبة المغربية من الدور الأول لقلة التنافسية لدى عدد من اللاعبين والعائدين للتو من الإصابة والذين لا يلعبون بشكل منتظم في صفوف فرقهم بالإضافة إلى سوء الحظ خاصة أمام المنتخب التونسي، والتي كان بإمكان فوز الفريق الوطني فيها أن يقلب مجرى المنافسات في هذه الكأس. لكن الناخب الوطني اعتبر هذه المسألة «نسبية لكون أداء بعض اللاعبين الذين لم يخوضوا الكثير من المباريات، كان أفضل من أداء آخرين كان من المفترض أن يكونوا أكثر جاهزية وقدرة على المنافسة». ومع ذلك، شدد غريتس على أنه سيولي أهمية خاصة لهذا الجانب «سأكون في المستقبل أكثر إلحاحا بخصوص عدد ساعات اللعب». ولدى تطرقه إلى موضوع التواصل الذي اعتبر نقطة الخلاف بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والناخب الوطني من جهة والإعلام والرأي العام. من جهة أخرى، اعترف إيريك غيريتس بأن هناك نوعا من التقصير، مؤكدا على «ضرورة إيجاد الوسيلة الكفيلة بتحسين التواصل ومد الصحفيين بالمزيد من المعلومات مما سيخلق علاقة جديدة بين المدرب والصحافة مبنية على الاحترام المتبادل والحياد والموضوعية»، معتبرا أن المباراة الودية التي سيجريها المنتخب الوطني الأربعاء المقبل بمراكش ضد منتخب بوركينا فاصو بأنها ستشكل «بداية عهد جديد». وفي هذا السياق، دافع غريتس عن اختياراته لاسيما توجيهه الدعوة للاعبين بدون أندية على غرار جمال العليوي الذي قال إنه لم يتردد يوما في الاستجابة لنداء الناخب الوطني وقدم تضحيات جسيمة، مبرزا أن مثل هذه الاستثناءات «تمليها الإرادة في تحفيز هؤلاء اللاعبين وتمكينهم من اللعب على أمل تحسين أوضاعهم داخل أنديتهم». وأكد غيريتس على أن أبواب الفريق الوطني مفتوحة أمام الجميع لا فرق بين لاعب محترف بالخارج ولاعب محلي. وكانت هذه الندوة الصحفية مناسبة لغريتس لتقييم حصيلة عمله على رأس الإدارة التقنية للمنتخب الوطني، والتي اعتبرها «محترمة»، مؤكدا أن «عملية إعادة البناء لم تنته بعد». وذكر بأن الفريق الوطني خاض في ظرف 16 شهرا 15 مباراة كسب 7 منها وتعادل في أربع وخسر مثلها وسجل 21 هدفا (1.5) في المباراة الواحدة وتلقى 11 هدفا (0.8) في المباراة الواحدة. وقال غيريتس بهذا الخصوص «رغم أن الهدف المتوخى في البداية كان هو إعادة بناء فريق وطني على أساس عمل طويل المدى، فإننا تمكنا من تكوين مجموعة شابة متوازنة تلعب كرة سريعة مع تغيير سريع في المواقع وانسياب في تمرير الكرة». وعن دواعي اختياره لماربيا (إسبانيا) كمقر للتجمع التدريبي للفريق الوطني تحضيرا لكأس الأمم الإفريقية، قال المدرب البلجيكي «كثيرون لم يكونوا متفقين على اختيار هذا المكان، ولكن أعتقد أننا قمنا بتحضير جيد»، مؤكدا أن لهذا الاختيار ما يبرره. وتابع غيريتس «إني غير متفق تماما على إقامة تجمع تدريبي إعدادي في طقس تتراوح دراجة حرارته ما بين 40 و45 كما في بلدان الخليج أوفي طقس يتميز بالرطوبة كما الحال في الغابون. كما أنني استشرت مع متخصصين في الميدان، والذين رأوا أنه من الأفيد التحضير في أجواء طقس يقارب ال20 درجة». وبخصوص التصريحات المنسوبة إليه، والتي انتقد فيها مدربين مغاربة وتداولتها بعض وسائل الإعلام الوطنية، قال الناخب الوطني «لم أنتقد أي زميل لي في العصبة (البطولة المغربية). فعلي مدى عشرين سنة قضيتها في مهنة التدريب، لم يسبق لي أن انتقدت زميلا لي في المهنة. ربما الأمر يتعلق بسوء تفاهم». وأكد غيريتس حرصه الشديد على ربط جسور الحوار والتواصل مع المدربين المغاربة» أحرص على إقامة علاقات وطيدة مع المدربين المغاربة، بل إنني اقترحت عقد اجتماع معهم. لكن لم يكن هذا الأمر ممكنا لأسباب تتعلق بالأجندة». وبخصوص «سرية» الراتب الذي يتقاضاه غيريتس، وهي النقطة التي أسالت الكثير من المداد، ونشرت بعض وسائل الإعلام الوطنية بشأنه نسخة من كشف حسابي بنكي لغريتس أعلن هذا الأخير أنه «كلف محاميا برفع دعوى ضد مجهول على خلفية المس بالحياة الخاصة». وكان المكتب الجامعي قد قرر خلال اجتماعه الثلاثاء الماضي بالرباط، بالإجماع تجديد الثقة في إيرك غيريتس مدربا للفريق الوطني و»اختار الاستمرارية كشرط لازم لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل». يذكر بأن استحقاقات هامة تنتظر المنتخب المغربي وعلى رأسها تصفيات كأس العالم 2014 ضد منتخبي غامبيا (1-5 يونيو) وكوت ديفوار (8-12 يونيو) وإقصائيات كأس إفريقيا للأمم (جنوب إفريقيا 2013) في شهر أكتوبر المقبل.