الرباط – محمد أحداد اتهم عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، جهات لم يسمها بالتحكم في الحقل السياسي. وقال بنعتيق -الذي كان يتحدث في ندوة حزبية نظمها حزبه أمس في الرباط حول ما نشرته بعض الصحف بشأن فرضية «تورط» برلماني من الحزب في قضايا فساد انتخابي أحالها الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، على مكتب مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات العامة- إن «هناك عقلية لا أعرفها تتحكم في الحقل السياسي وتفصله على مقاسها، وهي التي وقفت ضد تبلور مشروع يساري في حكومة سنة 2007»، مضيفا أنه «نهار نعرفو هاد الجهة نخليو دار بوها، وبيننا وبينهم الموت الذي لا نخشاه». وتساءل بنعتيق، بنبرة استنكارية، حول «الارتفاع الصاروخي للمعدل الانتخابي في بعض الدوائر» التي كان من الممكن أن ينجح فيها حزبه. في نفس السياق، هاجم بنعتيق حزب العدالة والتنمية واتهمه بكونه «هو الأول الذي قام بترحال سياسي في تسعينيات القرن الماضي»، معتبرا أن «الانتخابات التي شهدها المغرب في نهاية التسعينيات عرفت إعادة التصويت في دائرة سلا ليفوز بها عبد الإله بنكيران». وفي منحى آخر، أكد عبد الكريم بنعتيق، الذي كان مرفوقا بقياديي حزبه، أن الحزب «ماض في رفع دعوى قضائية ضد الحبيب الشوباني على خلفية اتهامات للحزب العمالي بالتورط في فساد انتخابي في دائرة الرشيدية»، مبرزا أن «ما أقدم عليه الشوباني يشهر بالحزب العمالي ويمس بسمعته وسمعة مناضليه، وفي ذلك تعسف في استعمال السلطة واستغلال للنفوذ وتحامل على الحزب لتلميع صورة الحزب الأغلبي والمس باستقلالية القضاء ومحاولة التأثير عليه وتحقير مقررات قضائية». وشدد بنعتيق، أثناء رده على سؤال «المساء» حول الأسباب الحقيقية التي أدت به إلى عقد هذه الندوة الصحفية، على أن «حزبنا لا تحركه أياد خفية ولا يذعن لأي جهة كانت ولا يخوض حربا بالوكالة مع أحد، نحن نطالب بحقنا الذي يضمنه لنا القانون»، وأوضح في الآن نفسه أن «حزبه ليست لديه أي حسابات مع العدالة والتنمية بقدر ما هناك صراع إيديولوجي محمود؛ وإذا قام حزب العدالة والتنمية بفضح ملفات الفساد فإننا سنكون أول حزب يعبئ قواعده للنزول إلى الشارع لمساندة الحكومة»، نافيا أن يكون «تحريك مسطرة الدعوى ضد الشوباني تتحكم فيه خلفيات معينة». وقال بنعتيق إن الشوباني يعد من أصدقائه «لكن الأمر يتجاوز الصداقات، لأن الأمر يتعلق بالسلطة التنفيذية، ويتعلق بسمعة حزب ناضل ويناضل من أجل البناء الديمقراطي بالمغرب».