قرر القضاء الفرنسي مؤخرا سجن شيوعي سابق كان ينتمي إلى منظمة سرية بتهمة التحريض على العنف، وجاء هذا الاعتقال بعد حوار صحفي أجرته مجلة «ليكسبريس» مع جون مارك روايون، والذي كان ينتمي إلى تنظيم يساري مسلح يدعي «العمل المباشر»، قال فيه إنه غير نادم على أفعال اتهم بارتكابها في السابق. وويتوقع أن يكون قدم للمحاكمة يوم 16 أكتوبر الجاري بعاصمة «الأنوار» باريس. وسيقرر القضاء ما إذا كان سيواصل السماح لهذا الشيوعي السابق بالسراح المؤقت أم إنه سيقرر الاحتفاظ به مسجونا. وسبق لهذا الشيوعي الفرنسي أن أمضى عشرين سنة رهن الاعتقال، وذلك بتهمة المشاركة في قتل المدير العام لشركة رونو، جورج بيس في سنة 1985 والمهندس العام للتسلح، روني أودرون، في سنة 1985. واستفاد بعد ذلك من تخفيف العقوبة، وسمح له بالعمل كسكرتير تحرير لدى ناشر بمارسيليا مع ضمان عودته كل مساء للمبيت في المؤسسة السجنية وتقديم جزء من راتبه لجمعية اجتماعية، ومنع من إعطاء أي تصريحات تتعلق بموضوع الاتهامات التي اعتقل بسببها. وندد الشيوعي روايون، في نفس الحوار، بما سماه بالتضييق على حرية التعبير والذي هو ضحية له. وكانت السلطات الأمنية الفرنسية قد اعتقلته رفقة ثلاثة شيوعيين آخرين ينتمون إلى نفس المنظمة في فبراير 1987، ولم يغادر السجن في ظروف التخفيف إلا يوم 17 أكتوبر الماضي، لكن تصريحاته الصحفية عجلت بعودته إليه من جديد، في انتظار جلسة المحكمة. وكان موضوع حوار مجلة «ليكسبريس» مع روايون يدور حول انخراطه في الحزب الجديد المناهض للرأسمالية، لزعيمه أوليفييه بوزانصونوه، والذي يتولى مهمة الناطق الرسمي باسم العصبة الشيوعية الثورية بفرنسا. ومن بين ما قاله هذا الشيوعي تأكيده على أن ما سماه بالعمل المسلح بفرنسا لا يزال في نظره اختيارا بالرغم من انخراطه في حزب سياسي. وبمجرد صدور هذا التصريح، سارع الحزب الشيوعي الثوري إلى إصدار بيان يعرب فيه عن اختلافه مع روايون في مقاربته للسياسة ويقول فيه إن مكان هذا الشيوعي مضمون في الحزب شريطة تخليه عن أعماله في الماضي، لكنه يؤكد أنه لا يتفق مع قرار اعتقاله من جديد. ومن جهة أخرى، استقبل ما يقرب من 200 شخص، يوم الجمعة 26 شتنبر، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في ساحة لاكونكورد بباريس، وذلك بموازاة مع زيارة رسمية يقوم بها هذا الرئيس المثير للجدل إلى فرنسا. وقالت لجنة التضامن مع تشافيز بفرنسا إن السلطات الفرنسية تكتمت على هذه الزيارة مخافة تضامن شعبي مرتقب مع فنزويلا، مضيفة أن مناصري هذا الرئيس ظلوا ينتظرون مقدمه حوالي ثلاث ساعات. «وكعادته نزل تشافيز من سيارته من أجل تحية مناصري الثورة الفنزويلية، الذين استقبلوه بشعار: «الشعب المتحد، لن ينهزم أبدا!». وقال له أحدهم بحماس: «نحن أيضا نناضل من أجل الاشتراكية والرقابة العمالية».