قررت جامعة كرة القدم عقد اجتماع لمكتبها الجامعي يوم الثلاثاء المقبل للتداول في إخفاق المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. في حوار سابق مع «المساء» قال عبد الإله أكرم نائب رئيس الجامعة، ورئيس الوداد الرياضي إن أعضاء الجامعة مجرد «كومبارس»، وأن لا سلطة لديهم لاتخاذ القرارات، وتحدث كذلك عن انفراد الرئيس بزمام الأمور. والواقع أن الإعلان عن موعد اجتماع المكتب الجامعي جاء ليكرس هذا الوضع، وليؤكد فعلا أن أعضاء الجامعة خارج المشهد، وأنهم فقط يؤثتون الصورة. لذلك، يبدو الاجتماع المقبل بدون معنى، لمجموعة من الأسباب. أولا: لأن رئيس الجامعة قرر بمفرده أن يستمر الوضع كما هو عليه مجددا الثقة في المدرب إيريك غيريتس، الذي قال للصحافة إن قرار إقالته أكبر من رئيس الجامعة. ثانيا: ظل الفهري يتناقض في كثير من المرات، فهو يقول إنه لا يمكن اتخاذ القرارات قبل اجتماع أعضاء المكتب الجامعي، وفي القوت نفسه فإنه أعلن عن جميع القرارات المهمة، بل وصل به الأمر إلى الحديث عن أمور تقنية كضرورة الاعتماد على اللاعبين الجاهزين. ثالثا: الاجتماع سيعقد في الوقت الذي حل فيه الفهري ضيفا على الأغلبية البرلمانية وأجاب عن أسئلتها، دون أن يجمع أعضاء مكتبه الجامعي، وهو الأمر الذي يكشف أن هناك انفرادا في التسيير، والأصح أن الفهري ينفذ ما يؤمر به من خلف الكواليس. لقد تحدث كثيرون عن الجامعة وعن المنتخب الوطني، ووصل الأمر بعبد الإله أكرم إلى الحديث عن غياب الديمقراطية، وعن أن أعضاء المكتب تم تعيينهم، وبالتالي فلا سلطة لديهم. لذلك، إذا كان أعضاء المكتب الجامعي الغاضبون، لايروقهم حال الجامعة، فعليهم أن يعبروا عن مواقفهم داخل المكتب الجامعي، وأن يقولوا «اللهم إن هذا منكر»، وأن يدعو إلى عقد جمع عام، وأن يحاسبوا الرئيس وأنفسهم على ما ارتكبوه في حق المنتخب الوطني، أما إذا لم تكن لهم القدرة على المواجهة فإن من الأفضل لهم حفاظا على ماء الوجه أن يعلنوا استقالتهم، من جامعة يقومون فيها بأداء أدوار «الكومبارس» بإتقان. إن الإصلاح الحقيقي يبدأ بتشخيص المشاكل الحقيقية، وأزمة المنتخب الوطني، ليست في مراكز التكوين أو المدرب غيريتس أو اللاعبين، ولكنها في وجود منظومة تسيير تؤمن بالانفراد بالقرارات، وتلغي من قاموسها الديمقراطية. هل ستكون لأعضاء المكتب الجامعي الجرأة على مناقشة المشاكل الحقيقية وعلى مغادرة الجامعة دفاعا عن مصلحة الكرة المغربية. أشك في ذلك، فكراسي الجامعة وثيرة، وتغري بالبقاء.