لجأت إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، في أول تجربة لها، إلى اعتماد التصحيح الآلي في بعض المواد، في محاولة لتجاوز التأخر الحاصل في تصحيح أوراق الامتحان، فضلا على الإرهاق الكبير الذي يشكله ذلك بالنسبة إلى لأساتذة. وذكر عميد كلية الآداب، في ندوة صحافية، أن الكلية تعرف اكتظاظا كبيرا تجاوز بكثير الطاقة الاستيعابية للكلية، والتي لا تتجاوز ثمانية آلاف طالب، في حين بلغ عدد الطلبة المسجلين في الكلية 17 ألف طالب، يتركز العدد الأكبر منهم في شعبتي الإنجليزية وعلم الاجتماع، حيث يبلغ عدد الطلبة المسجلين في شعبة الإنجليزية 1400 طالب، مقابل 4 آلاف طالب في شعبة علم الاجتماع. وشدد العميد على أن هذه الأعداد الهائلة تخلق العديد من المشاكل، على رأسها التأطير التربوي، إذ يتم الحديث عن الخصاص الحاد لأطر التدريس وكذا عن الاكتظاظ داخل الأقسام والمدرجات، ففي الوقت الذي يفترض أن يكون عدد الطلبة في بعض الأقسام لا يتجاوز 60 طالبا، يصل أحيانا إلى 200 طالب، الأمر الذي تنتفي معه شروط التدريس. كما أن عدد الموظفين في الكلية لا يتجاوز 94 موظفا، أي بمعدل 172 طالبا لكل موظف، في حين أن المعدل الوطني هو 62 طالبا لكل موظف. وفي معرض حديثه عن أسباب الاكتظاظ، أكد عميد كلية الآداب أن ذلك يرجع إلى ارتفاع نسبة النجاح في الباكلوريا وكذا إلى كون الجامعة تستقطب الطلبة من أربع جهات في المغرب، أي ما يعادل ثلثي مساحة المغرب، وكلها عوامل ساهمت في رفع أعداد الطلبة الوافدين على الجامعة عموما. وذكر العميد أن جهودا حثيثة تُبذَل من أجل توفير أقسام جديدة، كما أنه تم رفع مجموعة من المطالب من أجل إنشاء مدرجات جديدة في سبيل تجاوز الاكتظاظ كمرحلة أولى في إطار البرنامج الاستعجالي، إذ يُرتقَب أن يتم افتتاح مجموعة من الفضاءات داخل الكلية.