اضطر العديد من شباب أحياء منطقة الساكنية بالقنيطرة، مساء أول أمس، إلى التسلح بالهراوات والقضبان الحديدية لتأمين عملية جمع النفايات المنزلية التي تراكمت بشكل مخيف في المنطقة نتيجة إضراب عمال شركة «تكميد» الإسبانية. وسادت حالة من الغضب والقلق الشديدين في أوساط المواطنين نتيجة تمديد قرار الإضراب من طرف نقابة «كدش»، وهو ما دفع العشرات منهم إلى إعلان ما يشبه حالة طوارئ في أزقة ودروب أحيائهم، خاصة بعد انقطاع بعض الطرق والمسالك بسبب زحف النفايات المنزلية عليها، مما شل حركة السير والجولان بها مؤقتا، حيث لجأ السائقون إلى تغيير الاتجاه مغبة السقوط في ما لا تحمد عقباه، بينما عمد قاطنو هذه الأحياء إلى إغلاق نوافذهم ومنع أبنائهم من الخروج إلى الشارع نتيجة الروائح الكريهة التي أضحت تعم المكان. وكشف شهود عيان أن سكان الأزقة، المتضررون من هذا الوضع البيئي الخطير، لجؤوا إلى تشكيل لجن محلية مدججة بالعصي والهراوات للسهر على تأمين عملية نقل الأزبال إلى مطرح النفايات، بعدما تناهى إلى مسامعهم أن المضربين، المنضوين تحت لواء المكتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يعتزمون التصدي لهذه العملية والحيلولة دون إتمامها بعدما اعتبروا هذا الحل مساسا خطيرا بمصالحهم. وكادت الأمور أن تتطور إلى مواجهات بالأيدي في حي «العلامة»، بعدما نشبت ملاسنات كلامية حادة بين نقابيين وهشام عبيل، مستشار جماعي من حزب العدالة والتنمية، الذي دافع عن حق الشركة في الاستعانة بعمال آخرين لجمع القمامات المنزلية، خاصة مع تصاعد الحراك الجمعوي المطالب بإيجاد حلول آنية لمشكل النظافة الذي يزداد تفاقما يوما بعد يوم. ودخلت الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك على خط الصراع القائم، وأعلنت، وفق ما جاء على لسان رشيدة السوديكي، رئيسة شباك المستهلك، استعدادها للدخول في أشكال نضالية من أجل حماية حق المواطنين في بيئة سليمة، ودعت جميع الأطراف المتداخلة في هذا المرفق الحيوي إلى مراعاة مصالح السكان وتجنيبهم كل الأضرار التي يمكن أن تلحق بصحتهم وبيئتهم، مشيرة إلى أنها توصلت بعشرات الشكايات المنددة بالقمامات المنزلية المتراكمة في أحيائهم. بالمقابل، اعتبر العمال المضربون استعانة الشركة المشغلة بعمال جدد مجرد محاولات يائسة لتكسير إضراب العمال، ووجهوا الاتهامات لأعضاء من المجلس الجماعي للقنيطرة بالوقوف وراءها عن طريق كراء جرافات وشاحنات لجمع النفايات المتراكمة، للضغط على العمال للاستسلام لما أسموها «عنجهية واستعلاء» مسؤولي شركة النظافة المعنية، داعين المواطنين إلى تفهم الأسباب والدواعي التي دفعتهم إلى الاستمرار في الإضراب، وطالبوا الساكنة بمساندتهم حتى تحقيق مطالبهم المتمثلة، وفق بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، في ضرورة احترام دفتر التحملات ومدونة الشغل في ما يخص الراتب الشهري وساعات العمل الإضافية، وتوفير وسائل العمل الضرورية، وتحسين ظروف العمال، وتسليمهم منحة المردودية، والتعجيل بتوفير طبيب الشغل وشروط الصحة والسلامة.