اكتظت شوارع ودروب وأزقة العاصمة الإسماعيلية بالأزبال وتحولت إلى مزبلة عمومية، نتيجة إضراب عمال ومستخدمي جمع ونقل النفايات المنزلية منذ يوم الأربعاء الماضي. ومع ارتفاع درجة حرارة هذا الصيف ونوعية الخضر والفواكه الموسمية المتخلص منها، ازدادت الروائح النتنة المنبعثة من الأزبال بشكل مهول أزكمت أنوف الساكنة المكناسية، وظهرت أنواع من الحشرات غير مألوفة، مما أثر سلبا على صحة المواطنين ( الجلد والحساسية والربو ..) والأطفال منهم على الخصوص، الأمر الذي جعل معظم الأسر تحكم إغلاق نوافذها ليل نهار خوفا من الهجومات المتتالية لهذه الروائح والحشرات على الرغم من شدة حرارة موسم الصيف! ونتيجة لذلك، انتفض العشرات من الشباب على هذا الوضع ورموا بأكياس النفايات في الطريق العمومي وشلوا حركة المرور طيلة ليلة الجمعة / السبت، وحملوا مسؤولية ما يترتب عن عدم جمع الأزبال إلى الجماعة الحضرية المتعاقدة مع الشركة الخاصة بجمع ونقل النفايات المنزلية. وينتظر أن يكون لقاء قد عقد يوم الأحد بمقر عمالة مكناس لحل هذا المشكل، الذي بات يؤرق ساكنة مكناس وزوارها ويهدد صحتهم، ضم كلا من مسؤولي الإدارة الترابية ومفتشية الشغل والجماعة الحضرية والشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة وممثلي العمال المضربين. وفي الوقت الذي صرح مصدر نقابي مسؤول للجريدة، بأن نقابته «تحرص على تطبيق مقتضيات القانون الجاري به العمل وتطالب بتخصيص طبيب دائم بالشركة وتجهيز قاعة للتمريض وتوفير حمامات بالشركة وتمكين العمال من لباس من النوع الجيد مرتين في السنة مع احتساب الساعات الإضافية في سجل يطلع عليه العامل ، فإن الجانب المادي يبقى هاجسا حقيقيا سنتداول فيه ( يوم الأحد )» ، بالمقابل أوقفت نقابة الاتحاد العام إضرابها بعد الاجتماع الذي تم يوم الجمعة الأخير تحت رئاسة الكاتب العام لولاية جهة مكناس تافيلالت وحضرته كافة الأطراف، و«تم الاتفاق فيه ، حسب بلاغ النقابة المذكورة، على ترسيم جميع العمال الذين قضوا ثلاثة أشهر من العمل داخل الشركة وتعميم منحة 150درهما على جميع العمال الرسميين، كما التزمت الشركة بتخصيص منح خاصة بالدخول المدرسي وعاشوراء وصرف الزيادة الممنوحة من طرف الدولة نهاية هذا الشهر، وتوفير القفازات اللازمة لعمال النظافة وصناديق خاصة داخل المستودعات لتغيير وحفظ ملابس العمال. «لكن ، يقول أحد المسؤولين النقابيين، بأنهم لم يتمكنوا من مباشرة عملهم صبيحة يوم السبت، لأن مستودع الشاحنات محتل من لدن إحدى النقابات، الأمر الذي حال دون جمع جزء من النفايات المتراكمة طيلة أيام الإضراب». ومن المنتظر أن تتغلب المصلحة العامة ومصلحة العمال والشركة على أشياء أخرى ويفك الإضراب لحل هذا المشكل الخطير الذي بات يهدد الصحة والبيئة وبدت ملامح تأثيره على الحركة الاقتصادية محليا . ويتساءل المواطنون عن دور الجماعة الحضرية اللا مبالية بما يجري من حولها ، حيث يتسابق الجميع على انتخابات سابقة لأوانها من خلال تجمعات منزلية وتوزيع بطائق ولوج المسابح التابعة له. كما يتساءل المتتبعون عن مدى احترام الشركة لدفتر التحملات الذي وقعه الرئيس بالطريقة المعلومة، وهل سبق للجماعة أن طبقت أحد بنود هذا الدفتر الذي يقضي بتأدية ذعائر مالية مهمة للجماعة؟