أصبح نصف سكان مدينة القنيطرة، منذ نهاية الأسبوع المنصرم، يعيشون تحت رحمة الأزبال والنفايات المنزلية، بسبب إضراب عمال النظافة التابعين لشركة «تكميد» الإسبانية، التي لم يمر على اشتغالها في المدينة سوى شهور معدودة. وتحولت معظم الأحياء بمنطقة الساكنية، التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، إلى ما يشبه مطرحا للنفايات، إذ انتشرت أكوام من الأزبال في جميع الأزقة، وهو ما أدى إلى تأجيج غضب المواطنين، خاصة، بعدما عمت الروائح الكريهة والحشرات المنطقة، الأمر الذي بات يهدد سكان هذه الأحياء بتلوث بيئي خطير. وحمل العمال المحتجون، المنضوون تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالقنيطرة، إدارة شركة «تكميد» للنظافة، مسؤولية التطورات التي سيعرفها هذا القطاع في حال عدم إيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها مستخدمو هذا القطاع الحيوي، وقالوا إنه بالرغم من المراسلات العديدة التي سبق أن وجهها المكتب المحلي النقابي إلى مسؤولي الشركة الإسبانية، فإنها ظلت بدون رد، ولم يتم التجاوب معها بالشكل الإيجابي المطلوب، وهو ما دفعهم إلى خوض إضراب عن العمل لمدة أربعة أيام متتالية. وهدد عمال شركة النظافة المضربون، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، بالتصعيد عبر خوض أشكال نضالية غير مسبوقة، إذا لم تتم الاستجابة للمطالب المشروعة للعمال، والمتعلقة بمشكل الراتب الشهري، وساعات العمل الإضافية، وغياب وسائل العمل الضرورية، والظروف القاسية التي يشتغل فيها العمال لعدم توفرهم على القفازات، وغياب منحة المردودية والمنح المنصوص عليها في دفتر التحملات، كمنحة الدخول المدرسي وعاشوراء، وعدم عقد اجتماعات دورية لحل المشاكل المطروحة، إضافة إلى غياب شروط الصحة والسلامة، حسب تعبيرهم. وعزا العمال النقابيون قرار تمديد الإضراب يومين آخرين إلى فشل الحوار الذي عُقد أول أمس، وإخفاق المتفاوضين في الوصول إلى نتائج متوافق عليها، والرامية إلى تحسين ظروف العمل والأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها المضربون عن العمل، والتجاوب مع مطالب شغيلة هذا القطاع، حسب ما جاء في البيان نفسه.