أحيل خمسة شبان على النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في تازة أمس الأحد، بعد أن تم اعتقالهم بتهمة رشق دار الطالب وحافلة تابعة لقوات الأمن (السيمي) بالحجارة. وكان عشرات الشباب قد دخلوا في اشتباك مع قوات الأمن في ساحة الطيران، المعروفة ب«الكعدة»، في تازة السفلى مباشرة بعد انتهاء مقابلة المغرب والغابون. وقد بدأت المواجهات مباشرة بعد انتهاء المباراة التي أكدت إقصاء المغرب من كأس إفريقيا، حيث خرج العشرات من الجماهير الغاضبة من مقاهي المدينة واتجهوا مباشرة إلى مقر دار الطالب في حي الطيران، الذي تتخذه قوات التدخل السريع (السيمي) كإقامة منذ أحداث حي الكوشة، التي شهدتها تازة مؤخرا، وبدؤوا في رفع شعارات مناوئة لما قالوا إنه «عسكرة المدينة». وقد اعتقل الشباب الخمسة في حوالي الساعة ال11 من ليلة السبت، وهم: سهيب، ويعمل في إحدى مؤسسات سيارات تعليم السياقة، ومنير ومراد، اللذين يشتغلان كمصلحين للدراجات (سيكليس). وحفيظ، الذي يشتغل لحاما (سودور)، ورحال، الذي يعمل كبائع للخضر في سوق الكعدة. يذكر أنه في يوم الخميس السابق لهذا الحادث كانت حافلة قوات «السيمي» قد دهست، عن طريق الخطأ، ساق أحد المتشردين في ساحة الطيران، وعندما همّ المارة باستدعاء سيارة الإسعاف، سمعوا أحد رجال «السيمي» يقول لزملائه إن «الشخص المصاب مجرد مشرد أحمق».. فثارت ثائرة المارين ،الذين اعتبروا ذالك «إهانة وتبخيسا لحقوق الإنسان»، حسب ما قال ل«المساء» أحد أعضاء حركة 20 فبراير، والذي أضاف أن أعضاء الحركة نظموا حينها وقفة احتجاجية على استمرار «عسكرة المدينة» وعلى التصرفات اللا إنسانية التي يقوم بها «السيمي» في تازة. وأكد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، محمد الشيابري، ل«المساء» أنهم في الجمعية لاحظوا آثار الضرب على بعض المعتقلين، ولم يتأكد لهم ما إذا كان ذلك ناتجا عن المواجهات مع عناصر الأمن أم إنه تعذيب تعرّض المعتقلون في مخافر الشرطة. وطالب الشيابري النيابة العامة بفتح بتحقيق في الموضوع وبمنح المعتقلين شواهد طبية إحقاقا للحقيقة، مضيفا «نحن، إلى حد الآن، لا نتهم أي جهة بتعذيب الشباب المعتقلين ما لم يثبت العكس».