تحولت احتجاجات شبه روتينية لمعطلي مدينة تازة من أجل الحق في الشغل، وعلى ما يقولون إنها «تلاعبات» طالت مباراة توظيف أعلنت عنها عمالة المدينة، إلى أحداث دامية وخطيرة بعد ملاحقة عناصر القوات المساعدة للمعطلين الذين حاولوا دخول مقر العمالة.. المناوشات، التي بدأت على شكل تبادل للتراشق بالحجارة بين الطرفين، اتسعت بعد إصابة أحد سكان حي الكوشة، الذي كان المعطلون يفرون إليه، مما دفع أهالي الحي إلى الانخراط في الاحتجاجات، التي كانوا يعدون أصلا لتدشينها بسبب ما يقولون إنه تهميش وإقصاء يطالهم. «المساء» زارت تازة والتقت شهودا عاينوا الأحداث وبعض أطرافها، وأعادت تركيب قصة يوم الأربعاء الدامي في المدينة. في محطة طاكسيات باب فتوح بفاس، وعلى امتداد الطريق بين فاسوتازة، لا حديث إلا عن أمرين اثنين: أحداث الأربعاء الدامي بتازة وحكومة عبد الإله بنكيران. الربط بين الحدث الخاص والعام سرعان ما يصير جدليا؛ «بنكيران قال إنه لا علم له بما حدث في تازة»، يقول أحد راكبي الطاكسي الذي أقلَّ مبعوث «المساء» إلى تازة، مساء الخميس. يعلق آخر: «لا، لقد عبر عن رفضه للاحتجاج العنيف». «سمعت أنه سيزور تازة لمحاورة المعطلين» يضيف سائق الطاكسي، الذي يستطرد «اليوم غاديين يبداو يجمعوا صحاب حي الكوشة والمعطلين وتتهنا المدينة شويا». تنطق سيدة أربعينية محجبة، استفردت بالمقعد الأمامي للطاكسي، قائلة «هل اعتقال المحتجين سيحُل المشكل؟». الشرارة التي ألهبت المدينة الساعة العاشرة صباحا من يوم الأربعاء 4 يناير الجاري، 130 معطلا من «مجموعة المجازين المعطلين بإقليم تازة» يفتحون «دكان» الاحتجاج اليومي أمام العمالة؛ يعلقون لافتاتهم بالمدخل الرئيسي. في اليوم السابق (الثلاثاء) صعد أفراد من المجموعة، يسمون أنفسهم الاستشهاديين، إلى سطح العمالة وأشهروا قنينات بنزين، مخيِّرين السلطات الإقليمية بين «الشغل أو الشهادة». صباح الأربعاء، رجال القوات المساعدة كانوا أقل تسامحا في هذا اليوم، تصدوا بجدية مبالغ فيها للمعطلين الذين هموا بدخول بهو العمالة. المعطلون يتركون الباب الرئيسي ويقصدون مدخل الحي الإداري، وللحظة، قبل أن يتسللوا إلى داخله، نطّ أحد رجال القوات المساعدة من فوق السياج الحديدي وهوى بعصاه على معطلة حامل، كانت من جملة المعطلات اللواتي كن يتقدمن المجموعة في تدافعها لاقتحام العمالة، فأصيبت بنزيف. «مخازني» آخر نزل بعصاه على كتف معطلة أخرى فشل حركتها. الحصيلة الأولى كانت: سبع إصابات لدى المعطلين كلها في صفوف النساء. «بدأنا نتدافع مع رجال القوات المساعدة والبوليس ونحن نردد: «قتلونا.. قتلونا». وقد استطعنا التوغل مسافة 150 مترا داخل الحي الإداري وجلسنا أرضا. بعد 5 دقائق فوجئنا، بشكل غير معهود ب«المخازنية» يرشقوننا بالحجارة. عندما بدا لنا الأمر جديا، تركنا الحي الإداري وخرجنا متفرقين، نختبئ حيثما اتفق؛ نتفقد جرحانا، ونحاول استيعاب ما يجري. وللحظة شاهدت اثنين من رجال القوات المساعدة يتعقبوننا باستعمال المقالع، وآخرون يلاحقوننا بعصيهم فيما نحن نردد: «سلمية سلمية، لا حجرة لا جنوية». في تلك الأثناء أصبت أنا في كتفي. جاءت سيارة الإسعاف، حوالي الساعة الثانية عشرة، ونقلت المصابين على ثلاث دفعات» يُصرح عمر قشمار، أحد أعضاء مجموعة المعطلين المجازين بإقليم تازة. أعضاء «مجموعة المجازين المعطلين بإقليم تازة» لن يبقوا لوحدهم عندما بدأ تدخل «المخازنية» بل تمت مؤازرتهم ب35 من معطلين آخرين ينتمون إلى «الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب» والذين كانوا يعتصمون أمام المدخل الرئيسي للعمالة. عن ذلك يحكي أحد أعضاء مكتب هذه الجمعية، والذي التمس عدم ذكر اسمه، قائلا: «صباح يوم الأربعاء كنا معتصمين بالباب الرئيسي، حاول رجال القوات المساعدة استفزازنا، وقعت احتكاكات بيننا وبينهم، لكننا لم نرد عليها. حوالي الساعة 11 سمعنا صراخ مجموعة «المجازين المعطلين» الذين كانوا بمدخل الحي الإداري، فذهبنا تلقائيا للتضامن معهم، التحمنا بهم وأصبحنا كتلة واحدة». يصمت عضو مكتب «الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب» التي ينشط فيها غالبا اليساريون، ثم يضيف «ما أثارنا هو تركيز العنف، اللفظي والبدني، على المعطلات، إذ إنني سمعت رجال القوات المساعدة يوجهون كلاما نابيا إلى الفتيات يندى له الجبين قبل أن يعنفوهن بدنيا. ومع ذلك صمدت المعطلات وصمدنا معهن متجاهلين كل التحرشات. لكن النقطة التي أججت المواجهة هي إصابة المعطلة الحامل بنزيف وسقوطها أرضا، هنا بدأ التدافع، فقط من أجل الدخول إلى الحي الإداري، لكننا بمجرد أن تقدمنا بضعة أمتار إلى الداخل حتى فوجئنا ب»المخازنية» يرشقوننا بالحجارة مستعملين المقالع، حينها لم نتمالك أعصابنا، وإخواننا ورفاقنا ساقطون، فبدأنا نرد بدورنا مستعملين الحجارة التي تسقط أمامنا». الذي حدث بعدما تكاثر الرشق بالحجارة، هو «إصابة بعض المواطنين من حي الكوشة، حيث كان المعطلون والمعطلات يفرون في اتجاههم اتقاء مقالع «المخازنية». طبعا سكان الكوشة، بعد أن أصيب أول شاب منهم، كان ردهم على شاكلة أخرى» يضيف عضو فرع تازة ل»الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب». «انتفاضة» الكوشة كيف دخل سكان حي الكوشة «الشعبي» المجاور للعمالة، على خط المواجهات؟ يجيب عن ذلك توفيق الواديني، ابن الحي الذي التقته «المساء» رفقة صديقه عادل اليعقوبي، يتأملان ليل الكوشة، ويحاولان إعادة تركيب ما جرى، بعدما خمدت أنفاس «المنتفضين». قال توفيق: «نحن حظرنا حوالي الساعة 12 ظهرا، كان القمع نازلا في المعطلين. وكنا حينها نستعد لتنظيم مسيرة في اتجاه العمالة، على الساعة الثانية مساء، احتجاجا على التهميش الذي يعرفه الحي، وعلى عدم وفاء عامل الإقليم بوعوده لنا في ما يتعلق بحل معاناتنا مع فواتير الكهرباء». يصمت توفيق ويضيف صديقة عادل «لقد نظمنا وقفات احتجاجية طيلة شهري أكتوبر ونونبر من السنة الفارطة، مطالبين العامل بالتدخل لدى المكتب الوطني للكهرباء لإرغامه على القيام بالمراقبة الشهرية لعدادات الكهرباء، بدل مراقبتها مرة كل ثلاثة أشهر، الشيء الذي يجعل استهلاكنا للكهرباء يدخل في «الشطر الثالث» وبالتالي تكون مبالغ الفواتير فوق طاقتنا. وقد وعدنا العامل بأن يحل هذا المشكل وبإرغام المكتب الوطني للكهرباء على مراقبة عداداتنا شهرا بشهر، لكنه لم يصدق وعده. كما وعدنا بأن يستفيد حي الكوشة من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رفقة أحياء المدينة القديمة لكن وعده كان كاذبا». المسيرة الاحتجاجية التي كان شباب حي الكوشة يستعدون لإطلاقها على الساعة الثانية، ولدت قبل وقتها بساعتين. «بعدما سمعنا الصراخ يتعالى من جهة العمالة خرجنا لنستطلع ما يجري ففوجئا ب«المخازنية» يرجمون المعطلين بالمقالع، كنا، بداية، نحاول إسعاف المعطلين المصابين، لكن فجأة بدأ العنف يطالنا بدورنا وهنا دخل بعض مراهقي الحي في رد فعل مع رجال القوات المساعدة ومبادلتهم الرشق بالحجارة. حينها انطلقت سيارات الأمن نحو الحي، وأخذت تدهس المحتجين، تماما كما كان يحدث في ميدان التحرير إبان الثورة المصرية، فكر بعض شباب الحي في وضع متاريس تحُول دون دخول سيارات الشرطة والقوات المساعدة إلى داخل الحي، وما فتئ بعض شباب الحي أن استقدموا عجلات مطاطية وأشعلوا فيها النار واضعين إياها على الطريق للحيلولة دون تقدم سيارات الأمن. وهكذا تحول التضامن إلى غضب والغضب إلى انتفاضة حقيقية» يضيف توفيق ابن حي الكوشة. ما أجج الأمور أكثر، يضيف أحد المواطنين، الذي التقته «المساء» بإحدى مقاهي المدينة، هو أن رجال الأمن لم يعد غرضهم هو تفريق المتظاهرين بل أصبحوا يلاحقونهم بشكل انفعالي، وعندما يستفرد «مخازني» أو شرطي بأحد المتظاهرين فإنه لا يقوم باعتقاله أو بضربه ضربا خفيفا لإرغامه على الابتعاد، بل يتم تعنيفه بشكل انتقامي مبالغ فيه. هذا الأمر جعل المتظاهرين، من أبناء حي الكوشة بالخصوص، لا يرحمون من سقط بين أيديهم من رجال الأمن، «مثلما حدث لأحد رجال القوات المساعدة الذي بقي معلقا بالسيارة بعدما فر زملاؤه إلى داخلها وأقفلوا الأبواب دونه، إذ أمسكه بعض الشباب ونزلوا فيه ضربا بلا رحمة». نفس الموقف وقع فيه شرطي، حكى عنه زميله مفتش الشرطة الذي أوقف مبعوث «المساء» ومرافقيه الاثنين في حاجز أمني بمدخل المدينة. قال إن «الشرطي تعطلت سيارته لحظة اصطدامها برصيف قريب من حي الكوشة، وعندما تركها محاولا الفرار بجلده اعترضه مجموعة من شباب الحي وأشبعوه ضربا، وهو الآن يرقد في حالة خطيرة بمستشفى ابن باجة، بعدما أصيب بكسور في صدره وذراعه، ورضوض في كل أنحاء جسمه». «كانت سيارات الإسعاف تحمل المصابين في صفوف رجال الأمن، أما مصابي حي الكوشة فيُتركون مرميين، لذلك تطوع السكان لتقديم الإسعافات الأولية لهم، كما تم حمل المصابين بجروح بليغة إلى بعض المصحات الخاصة» يؤكد توفيق الواديني، ابن الحي، الذي يضيف «ذهبت صباح اليوم (الخميس) إلى مستشفى ابن باجة، فقال لي أحد الأطباء إن لديهم تعليمات صارمة بألا يستقبلوا أيا من مصابي حي الكوشة، وألا يمنحوهم شواهد طبية تؤكد مدة عجزهم وحجم إصاباتهم». تسمية الحي ب«الكوشة» تعود إلى الزمن الذي كان في الحي القصديري فرن لصهر الجير يسميه الأهالي «الكوشة». ذهب الفرن، وانصهر سكان الحي مع بؤس وحرمان هو الأكثر ارتفاعا في المدينة. لا يتوفر حي الكوشة سوى على مدرسة ابتدائية ومسجد. الأنكى من ذلك هو أن بالحي بناية مسرح جاهز منذ سنة ولم يتم افتتاحه. وقرية للصناع التقليديين جاهزة منذ أزيد من سنتين، وقد لحقت ببعض أجزائها أضرار، من دون أن تفتح في وجه صُناع الحي، وهناك محلات تجارية تم بناؤها قبل خمس سنوات بدوار المخزن لم يستفد منها أحد... «في أحد حواراتنا مع العامل خلال شهر أكتوبر الماضي، خاطبنا قائلا: نتوما عاملين لي ليبيا في حي الكوشة وأضاف: سوف أكاتب وكيل الملك ليعتقلكم». دخول الطلبة إلى «الحلبة» حوالي الساعة الخامسة من يوم الأربعاء الدامي، كان حوالي 250 طالبا قادمين من جهة محكمة الاستئناف، حيث كانوا يتابعون أطوار محاكمة رفيقهم عز الدين الرويسي، الذي أدانته ابتدائية تازة بثلاثة أشهر حبسا نافذا بتهمة احتجاز شرطية «حدث ذلك عندما كان الطلبة يخوضون معركة من أجل المنحة، كانوا يقطعون الطريق، فلاحظوا أن إحدى زميلاتهم تسجل تحركاتهم لحظة بلحظة، وعندما اقتربوا منها وجدوا لديها دفترا فيه تقارير عن حركة 20 فبراير وعن المعطلين والطلبة، حينها اقتادوها إلى داخل الحرم الجامعي وأقاموا لها محاكمة. بعدها تدخل رجال الشرطة وحرروها واعتقلوا الطالب عز الدين الرويسي» يؤكد أحد معطلي «الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب»، بعدما تعذر اللقاء بأي من الطلبة، الذين اختاروا المبيت بعيدا عن منازلهم «لعدم مداهمة بعضها من طرف البوليس، مساء الخميس» حسب ما قال ل«المساء» بعضهم. عندما وصل الطلبة، الذي كانوا يقطعون الطريق الرئيسية بين تازة ووجدة، إلى «مكان المواجهة» الذي لم يتعد المنطقة الفاصلة بين حي الكوشة ومقر العمالة، انخرطوا إلى جانب شباب حي الكوشة في مواجهة رجال القوات المساعدة والشرطة. «إلا أن دخولهم على خط المواجهة لم يكن بالشكل الذي تم الحديث عنه في الإعلام العمومي، وخصوصا القناة الثانية، وكذا بعض المواقع الإلكترونية «المأجورة» هنا في تازة، لأنهم لم يصلوا إلا حوالي الساعة الخامسة والنصف ولحظتها كانت المواجهات قد بدأت تخمد» يؤكد أحد المعطلين. حوالي الساعة السادسة مساء وصلت تعزيزات أمنية من مدينة فاس قوامها 400 عنصر من قوات «البلير» و100 من عناصر التدخل السريع «السيمي»، كما راج حديث عن استقدام قوات أمنية من الحسيمة لذلك خرج معطلو بني بوعياش في الحسيمة وقطعوا الطريق الوطنية. الملاحظة التي سجلها الفاعلون الحقوقيون بالمدينة على أشكال التدخل هي أن «الأمنيين بمختلف فئاتهم لم يقتصروا على تفريق المحتجين واعتقال البعض منهم، بل إنهم كانوا يتدخلون بشكل لا يقيم لحقوق الإنسان أي اعتبار، وهذا لا يعفينا أيضا من القول بأن بعض المحتجين قاموا بأفعال لم تخل من عنف» يؤكد محمد الشيابري، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تازة، والذي يضيف قائلا: «لقد سجلنا أن لا أحد من المتظاهرين اعتدى على أي مرفق عمومي أو ملك خاص، كما أن لا أحد من المتظاهرين هاجم مقر العمالة». واستطرد الشيابري قائلا: «لقد أقمنا في الجمعية حزاما لمحاصرة العنف من الجانبين، كما اتصلنا بالمسؤول الأمني في الإقليم ليعطي أوامره إلى قواته بالتوقف عن تعنيف المحتجين لكنه قال إنه لا يمكنه ذلك مادام المتظاهرون متمادين في أفعالهم. أيضا حاولنا تهدئة الشباب لكنهم ظلوا يقولون إنخم لن يتوقفوا حتى تحقيق المطالب. لذلك انسحبنا وبقينا نراقب الوضع». يصمت الشيابري وأضاف: «لست أدري هل حسبت لنا أو ضدنا؟».
العامل للمعطلين: «واش نتوما صحراوا باش نخدمكوم؟» المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 140 ألف نسمة، تعيش مشاكل اجتماعية واقتصادية لا يمكن أن «يغسلها صابون تازة» كما يقول المثل المغربي. أهم المشاكل التي تعيش على وقعها المدينة، هي انعدام المشاريع التنموية، وإقفال الشركات الأربع في الحي الصناعي، والتي كانت تشغل حوالي 5000 من اليد العاملة في ميدان النسيج. على مستوى حاملي الشواهد غير الحاصلين على عمل، تتوفر المدينة على ما يفوق 10 آلاف مجاز بدون شغل، يتوزعون على مختلف التخصصات العلمية. توجد في المدينة، بالإضافة إلى الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين، جمعية محلية هي «مجموعة المجازين المعطلين بإقليم تازة» التي قال عامل تازة ل»المساء» إنها تنتمي إلى جماعة العدل والإحسان وأن أعضاءها يريدون شيئا آخر غير الشغل، وأنهم يرفضون اجتياز المباريات بشكل متكافئ مع باقي حاملي الشواهد في الإقليم. معطلو المدينة يقولون إن العامل، باعتباره المنسق بين من المصالح الخارجية للإقليم، ويمثل الوصاية على المجالس المنتخبة، يتواطأ مع رؤساء المجالس ولا يبذل أي جهد لإجبارهم على الوفاء بوعودهم تجاه حاملي الشواهد. «حدث هذا عندما التقينا رؤساء الجماعات، وأحصيت المناصب، حينها وعدنا رئيس المجلس البلدي، حميد كسكوس، بتوفير 22 منصب شغل، بعدما سبق أن قال في دورة الحساب الإداري للمجلس البلدي إنه يتوفر على 118 منصبا شاغرا. لاحقا بعدما أعلنت العمالة عن تنظيم مباراة وحددت المناصب المتوفرة داخل الإقليم، لاحظنا أن حتى المناصب ال22 التي التزم بها كوسكوس في اجتماع العمالة قد اختفت» يصرح عمر قشمار، عن مجموعة المجازين المعطلين في تازة. ويضيف أن «ما حذا بعدد من أعضاء الجمعية إلى التفكير في أشكال احتجاجية «متطرفة» مثل إحراق الذات، سببه ما سبق للعامل أن قاله لنا في آخر لقاءاتنا به، عندما خاطبنا قائلا: «واش انتوما صحراوة باش نخدمكم؟ّ» قبل أن ينهي لقاءه بنا قائلا: «يلا نتوما رجالة وعيالات دخلو للعمالة نقرط ليكم رجليكم ويديكم ونهرس ريوسكم ونديركم فالكرارس».