عاشت مدينة تازة العليا أول أمس الأربعاء تحت وابل من الحجارة المتراشقة بين عدد من المحتجين وبعض رجال الامن القوات المساعدة، على امتداد الطريق ما بين عمالة الإقليم وحي التقدم دوار الكوشة حيث أقيمت متاريس من العجلات المشتعلة وأكوام الحجارة هنا وهناك. عاشت مدينة تازة العليا، أول أمس الأربعاء، تحت وابل من الحجارة المتراشقة بين عدد من المحتجين وبعض رجال الأمن والقوات المساعدة، على امتداد الطريق ما بين عمالة الإقليم وحي التقدم دوار الكوشة، حيث أقيمت متاريس من العجلات المشتعلة وأكوام الحجارة هنا وهناك. حصيلة المواجهات بحسب مصادر من عين المكان تفيد بإصابة مايقارب 100مواطن بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 17 مجازا عاطلا رفضوا الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، خوفا من الاعتقال في حين تتحدث الأخبار عن إصابة 35 من رجال الأمن من بينهم 11 إصابة أخرى بين رجال الأمن الجهوي بتازة، استدعت نقلهم الى المستشفى الإقليمي ابن باجة لتلقي العلاجات الضرورية: ثلاث إصابات منها خطيرة، وهي عبارة عن كُسور تعرضوا لها على مستوى الأرجل والقفص الصدري منهم سائق سيارة أمن أحرقت من قبل المتظاهرين. وفي الوقت الذي نفت فيه المصادر الرسمية وجود معتقلين، تداول السكان لائحة أولية صدرت في حقها مذكرة اعتقال ، مما سيزيد من تأزيم الوضع في مدينة تعيش حالة احتقان حقيقي. تفاصيل المواجهة الساعة تشير إلى حوالي العاشرة والنصف، بدأت مجموعات من المعطلين بالتوافد إلى باب مقر عمالة إقليمتازة كما دأبت على ذلك عند كل محطة احتجاجية. تجمع المعطلون بشكل حضاري ورفعوا شعاراتهم المطلبية. كانت الأمور تسير بشكل عاد على مرأى عناصر الأمن والقوات المساعدة المرابطة بالمكان، وحوالي الساعة الحادية عشر صباحا بدأت مجموعة من المواطنين في الالتحاق بالمجموعة المحتجة بعد التحاق بعض ساكنة حي الكوشة للتضامن مع المعطلين، ورفع شعارات مطلبية غير تلك المطالبة بالتشغيل. فالساكنة تعاني من ارتفاع كبير في فواتير الكهرباء والماء، والحركات الاحتجاجية لم تكن تتوقف قبل هذا اليوم لإثارة انتباه المسؤولين إلى خطورة الوضع. كانت الأوضاع تزيد احتقانا كلما حاول المحتجون الاقتراب من بوابة العمالة، فالأوامر الصارمة الصادرة تقضي بعدم التساهل مع أية محاولة اقتحام، حوالي الظهر تطورت الأمور بشكل فجائي بعد محاولة المجازين المعطلين اقتحام مقر عمالة تازة، حيث تصدت لهم القوات العمومية مما أدى إلى تأجيج الوضع وإشعال فتيل الاحتجاجات والاشتباكات بين المحتجين، وسرعان ما تطورت الأمور إلى مواجهة بين الطرفين بالحجارة. وقد امتدت شرارة هذه الأحداث إلى الأحياء المجاورة لعمالة تازة، وخاصة إلى حي التقدم والحي الإداري، حيث رمى المعطلون والطلبة وبعض الشبان عناصر القوات العمومية بالحجارة عند محاولة تفريقهم وإبعادهم من أمام مقر العمالة. وقد تمت الاستعانة بأعضاء البلير ومجموعة من القوات العمومية يقارب عددها الأربعمائة عنصر، إضافة إلى مجموعات أمنية أخرى، ليعيش حي التقدم يوما أسود بين الكر والفر. وقد تبادل الأمن والمعطلون المسنودون ببعض سكان الحي، التراشق بالحجارة ووضعوا الحواجز وأحرقوا العجلات، وأثناء المواجهة تعطلت سيارة للشرطة، فأضرم بعض المحتجين النار فيها. وعرفت هذه الأحداث، كذلك إحراق سيارة خاصة كانت مركونة بالشارع العام، وإلحاق أضرار بليغة بعدد من عربات القوات العمومية. وفي توضيحها لما وقع، أفادت السلطات المحلية بأن هذه المواجهات وقعت في الأحياء المجاورة للكلية متعددة التخصصات عندما ألقى طلبة، كانوا يريدون الالتحاق بمجموعة من حاملي الشهادات العاطلين كانت تخوض اعتصاما أمام عمالة اقليمتازة، الحجارة على عناصر القوات العمومية. ووفق المصادر الرسمية، فقد اندلعت أحداث عقب ذلك قرب مقر العمالة حيث عمد متظاهرون (معظمهم مراهقون) إلى رشق محال تجارية ومقاه وإحراق سيارة شرطة. سكان حي الكوشة وبحسب ما أفادنا به مصدرنا كانوا يطالبون ولا يزالون منذ صبيحة أول أمس بمراجعة شاملة لفواتير الماء والكهرباء التي أثقلت كاهلهم، في حين أن العديد من المتتبعين للشأن السياسي والاجتماعي للمدينة يجمعون على أن المقاربة الأمنية الفاشلة التي يحملها عدد كبير من المواطنين لعامل الإقليم، بسبب الدور الذي أراد أن يلعبه والمتمثل أساسا في دور الإطفائي لعدد كبير من الملفات الاجتماعية التي أوصلت المدينة إلى حالة الاحتقان الاجتماعي في تحليلهم لما وقع. وتعيش مدينة تازة إلى حدود الساعة حالة احتقان حقيقية، تغذيها حرب الإشاعات التي سرت بقوة حول حملة اعتقالات في أوساط المتظاهرين، حيث يسود نوع من الترقب الحذر في انتظار اكتمال الصورة. يذكر بأن عمالة تازة تحولت إلى ثكنة عسكرية بسبب معركة التوظيف ، حيث شهدت حالة استنفار قصوى بعدما صعدت مجموعة المجازين المعطلين بإقليمتازة احتجاجاتها من أجل الإدماج في سلك الوظيفة العمومية، حيث حاولت اقتحام، غير ما مرة، العمالة واعتصمت بباب مكتب العامل وفوق سطح البناية القديمة.