أكد البلجيكي إيريك غيريتس، أن معسكر ماربيا كان ناجحا بجميع المقاييس بعدما أملته مجموعة من المعطيات التي تروم إعداد المنتخب بالشكل المطلوب دون التأثير سلبا على اللاعبين، وذلك بغض النظر عن اختيارات باقي المنتخبات المشاركة في التظاهرة. وأوضح غيريتس ل"المساء" أن اعتدال حرارة ماربيا كان من بين أسباب الاختيار، فضلا عن كون مركزها يتوفر على ملاعب ذات عشب جيد لا يتأثر بكثرة التدريبات. وكشف غيريتس أن هناك متسعا من الوقت أمام العناصر الوطنية للدخول في الأجواء ولتعيش إيقاع خوض المسابقة في تلك الظروف التي تطبع المباريات التي تدور رحال بالقارة السمراء، مبرزا أنه لم يكن من اللازم إدخالها في تلك الأجواء قبل فترة طويلة من انطلاق المنافسة. وتحدث الناخب الوطني عن وجود ثقة كبيرة في صفوف كل أعضاء المنتخب بخصوص التوقيع على مشاركة مميزة لتأتي كتكملة للمسار الجيد الذي وقعت عليه العناصر الوطنية خلال المسار الاقصائي، مبرزا في الاتجاه ذاته أن الظفر بالكأس القارية يرتبط أساسا بالوضعية التي ستكون عليها بعد انطلاق المنافسة. ولم تفت غيريتس الفرصة دون التعبير عن سعادته بكونه كان جزءا من الفرحة التي غمرت الجماهير المغربية، وهو ما دفعه إلى الحديث عن رغبته الجامحة، بمعية باقي أفراد المنتخب، في مواصلة السير على المنوال نفسه ورسم الفرحة من جديد على محياها من خلال مسار موفق تمنى أن تكون الكأس خير خاتمة له. - بداية، هلا حدثتنا عن المعايير التي اعتمدت عليها لاختيار إقامة التجمع الإعدادي للمنتخب الوطني بماربيا الإسبانية عكس منتخبات أخرى فضلت التحضير في أجواء أكثر حرارة؟ التحضير بمركز ماربيا كان بمثابة أولوية لنا بالنظر إلى الإمكانيات التي يوفرها كما هو عليه الشأن بالنسبة لمجموعة من الفرق التي اختارت بدورها مباشرة استعداداتها بالمدينة الإسبانية، وهو المعطى الذي أظن أنكم وقفتم عليه من خلال معاينتكم لمجموعة من الأندية التي كان لها الاختيار نفسه، ونحن اخترنا هذا المكان بالضبط لاعتدال درجة حرارته على اعتبار أنه مكان ليس بالبارد ولا بالحار وإلى حدود الساعة فالمؤشرات بخصوص هذا الاختيار هي إيجابية بكل المعايير وتبعث على التفاؤل، ذلك أن اللاعبين، بدون استثناء، في وضعية جيدة أشعرتنا بالكثير من الارتياح، خصوصا أن الملاعب في حالة جيدة رغم أنها تحتضن التداريب خلال الصباح والمساء، وعليه فنحن إلى حدود الساعة سعداء بخوضنا المعسكر الإعدادي بهذا المركز العالمي ذي المواصفات الجيدة. - ألا تتخوفون من التباين الواقع بين مكان التداريب ذي المناخ الأوروبي والمدن التي ستحتضن المباريات ذات الطابع القاري؟ لا أظن أن هذا الأمر سيشكل إكراها أمام اللاعبين، هناك متسع من الوقت وحينما سنشد الرحال صوب الغابون سندخل وقتها في الأجواء وسنعيش على إيقاع خوض المسابقة في تلك الظروف التي تطبع المباريات التي تدور رحال بالقارة السمراء، وعليه فلم يكن من اللازم إدخالهم في تلك الأجواء قبل فترة طويلة من انطلاق المنافسة لتفادي كل ما قد يعكر صفونا. - هل هناك ثقة وتفاؤل كبيرين في صفوف مكونات المنتخب بخصوص القدرة على العودة باللقب القاري؟ ما هو مؤكد هو وجود ثقة كبيرة في صفوف كل أعضاء المنتخب بخصوص التوقيع على مشاركة مميزة تأتي كتتمة للمسار الجيد الذي وقعت عليه عناصرنا خلال المسار الإقصائي، أما بخصوص الظفر بالكأس القارية ففي اعتقادي أن المسألة مرتبطة بالوضعية التي سنكون عليها بعد أيام، وما سأكتفي بقوله، تثمينا لما سبق لي الإشارة إليه في مناسبات سابقة، كإجابة عن هذا التساؤل هو أنه يحذونا، فعلا، طموح كبير ورغبة جامحة في التتويج باللقب، غير أنه بين الطموح من جهة والعمل على تفعيله من جهة ثانية هناك فرق، وهو ما لا يمنع من كون كل مكونات المنتخب بما فيها الطاقمين التقني والطبي ستبلغ قصارى جهودها للذهاب، قدر المستطاع، بعيدا في مسيرة البحث عن اللقب، غير أن هذا المعطى لا يمنحك، بأي شكل من الأشكال، ضمانة ملموسة لتحقيق هذا الحلم على أرض الواقع، وهو ما يجعلني أكتفي بالقول إن الرغبة في التتويج حاضرة، وبقوة، في انتظار ترجمتها في قادم الأيام على أرض الواقع. - في تعليق على المجموعة التي يتواجد بها المنتخب، أي المنتخبات التي سيواجهها الأسود كنت تتمنى تفاديها؟ أظن أن رغبتنا في التتويج باللقب تحتم علينا الاستعداد لمواجهة جميع المنتخبات المشاركة في الدورة طالما أن الهدف الأساسي هو تسيد المسابقة، وهو ما ينطبق أيضا على الإقصائيات الخاصة بكأس العالم المقبلة بالبرازيل، وشخصيا يعتبر الأمر سيان بالنسبة إلي بحكم أن أهدافنا الكبيرة تقودنا إلى عدم الاكتراث بهوية المنتخبات التي سنواجهها خلال المراحل الأولية، وعليه فالذهاب بعيدا في المنافسات التي ندخل طرفا فيها يفرض علينا، حتما، الاستعداد لمواجهة كل المنتخبات كيفما كان نوعها . - هناك من يضع المغرب على رأس المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، هل الأمر سيان بالنسبة لك؟ أن يكون المغرب المرشح الأكبر للفوز باللقب القاري هذا أمر ايجابي بكل المقاييس ويثلج حتما الصدر وقد قلت للاعبين قبل مدة إننا سنشد الرحال إلى الغابون وغينيا الاستوائية بهاجس الفوز باللقب، وقوة المجموعة في تلاحمها خصوصا أن اللاعبين يعرفون بعضهم البعض، كما أن اللاعب لمرابط، الذي يعتبر عنصرا جديدا على المجموعة، دخل بدوره في الأجواء بعدما نجح بسرعة في التأقلم مع محيط المنتخب. - علاقة بموضوع المواجهات، اختارت مجموعة من الأندية خوض مباريات ضد منتخبات قوية عكس المغرب الذي قرر مواجهة فريق سويسري، ما هي دوافع هذا الاختيار؟ لكل منتخب طريقته الخاصة في الاشتغال والتحضير للمسابقة وفق منظور معين يستجيب لمعايير خاصة، ونحن ارتأينا برمجة مباراة إعدادية ضد فريق سويسري رغبة منا في التوجه إلى الغابون بمجموعة لا تعاني من الإصابة، خصوصا أن العديد من المباريات رغم كونها ذات طابع ودي فإن ذلك لا يحول دون حدوث بعض الاحتكاكات التي قد تنجم عنها إصابات قد تؤرق مضجعنا، وهو ما عملنا على تفاديه من خلال اختيارنا حتى نضمن مشاركة متكاملة، فضلا عن كوننا حرصنا على الاشتغال على نهجنا والخطط التي سنتبعها عوض المغامرة في المباريات الودية مع منتخبات أخرى. المباراة الودية في الأول والأخير هي مجرد محطة إعدادية محضة لا تهم فيها النتيجة بقدر ما نسعى من خلالها للوصول إلى التجانس المطلوب عن طريق تطبيق ما قمنا به في الحصص الإعدادية، ولو كنت أبحث عن مواجهة لأقوم بتقييم أكبر لكنت قررت مواجهة منتخبات، وهو ما يعني أن مباراة اليوم الودية هي بمثابة حصة إعدادية ستكون فرصة لقياس مدى تجانس اللاعبين ومقدار ثقتهم وقدرتهم على تقديم مردود جيد أمام فريق يلعب كل أسبوع، صحيح أنني أتطلع بقوة لما ستسفر عنه المباراة الودية ليس على مستوى النتيجة وإنما من خلال تطبيق العمل الذي قمنا به داخل رقعة المستطيل الأخضر. - وهل مباراة إعدادية واحدة ستكون كافية لكم كمنتخب يسعى لاعتلاء منصة التتويج؟ لا أخفيكم سرا أنني كنت أرغب في مواجهة فريق فاينورد الهولندي في الثامن عشر من الشهر الجاري، أي يومين بعد مباراة غراشبورز السويسري، حتى تكون فرصة لمنح اللاعبين الذين سيتعذر عليهم المشاركة في مباراة اليوم فرصة الاحتكاك وقياس الجاهزية، غير أن هذه الفرضية تظل قائمة وسأرى إن كنا سنواجه فريقا آخر قبل شد الرحال صوب الغابون أم أننا سنكتفي بمباراة واحدة. - المنتخب نجح في إدخال البهجة ورسم الفرحة على شفاه المغاربة، ألا تحذوكم الرغبة ذاتها في تكرار العملية؟ ما قدمناه كان شيئا جميلا، نحن جد سعداء لكوننا كنا جزءا من هذه الفرحة المستحقة، ولا أخفيكم سرا أنه تتملكنا الرغبة ذاتها، وتكرار الأمر يبقى رهينا بما ستسفر عنه المباريات القادمة، الكرة الآن بين أرجلنا ونتمنى صادقين أن ننجح في إنجاز المهمة على أكمل وجه حتى نكون عند حسن ظن انتظارات الجماهير المغربية التواقة إلى رؤية منتخب بلادها يعتلي منصة التتويج. - هلا قربتنا من الطريقة التي من المنتظر أن تلعب بها العناصر الوطنية؟ كما هو معلوم طريقة المنتخب في اللعب باتت معروفة ومألوفة لدى المغاربة لكن هذا لا يمنع من كون فرضية إدخال بعض التعديلات عل التشكيلة المحتملة سيظل أمرا قائما تماشيا مع تتطلبه كل مباراة على حدة. - هل نستشف من خلال كلامك أن التشكيلة التي ستخوض المباراة الأولى قد حددت؟ بطبيعة الحال هناك تشكيلة في مخيلتي لكن هذا لا يعني بتاتا أنه قد تم الحسم فيها بشكل نهائي، ربما قد تحدث أشياء جديدة خلال باقي أيام المعسكر، على اعتبار أن فرضية تعرض بعض اللاعبين في الأيام المقبلة للإصابة يبقى بدوره أمرا واردا، علاوة على كون مستوى مجموعة من اللاعبين هو متقارب جدا، خصوصا في خط الهجوم بفضل توفرنا على مجموعة من اللاعبين الجيدين، وهو ما سيجعلني أقوم بالتحديد النهائي فترة وجيزة قبل انطلاق المنافسة، نتوفر على لاعبين مخضرمين راكموا العديد من التجارب المهمة خصوصا في مثل هذا النوع من المنافسات، فضلا عن لاعبين آخرين شباب يرغبون في تدوين أسمائهم ضمن نجوم العرس الإفريقي، وهما ما يمنحنا الفرصة للمزج بين خليط يتكون من خبرة المجربين وطموح الشباب الراغبين في التألق.
قلة التنافسية لاتقلقني - الحديث عن التتويج يجرنا لفتح موضوع الحالة الصحية للاعبين، هلا قربتنا منها؟ الحياة تحمل لنا أشياء جديدة، بنعطية أصبح أبا وهو ما غيبه عن اليوم الأول للاستعدادات بعدما رخصت له بالتأخر، وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على زميله الشماخ، الذي تأخر بدوره بسبب المباراة التي خاضها مع فريقه برسم منافسات كأس إنكلترا، عانينا في البداية من بعض الإشكاليات البسيطة نتيجة التأخر في الالتحاق بالمعسكر، غير أنه بعد اكتمال الصفوف تحسنت الأمور وسارت على نحو أفضل، أما فيما يخص الحالة البدنية للاعبين لا أنكر أنه كان هناك بعض العياء نتيجة التداريب المكثفة التي قمنا بها غير أن الأمور تحسنت بحكم أننا دخلنا مرحلة التركيز على الجانب التكتيكي. فيما يخص معنويات اللاعبين فهي في العالي بحكم البرنامج المحكم والتغذية المتوازنة وكذا الساعات الكافية التي يستفيدون خلالها من الراحة بهدف استرجاع الأنفاس، وأظن أن التحضير لمسابقة من حجم ال"كان" يزيد في الرفع من معنوياتهم ويساهم في ضخ جرعات إضافية من الثقة في نفوسهم، خصوصا أنهم يسعون إلى الذهاب فيها بعيدا، وإلى حدود اللحظة لا وجود لمشاكل لها علاقة بالجانب الصحي للاعبين. - (مقاطعا) هناك تخوف داخل الأوساط المغربية من إصابة السعيدي وعودة القنطاري من إصابة غيبته لفترة طويلة؟ ليس هناك تخوف على السعيدي من جانبنا طالما أنه يخوض التداريب بشكل عادي مع اللاعبين، أما بخصوص القنطاري فقد تجاوز مخلفات الإصابة وخاض بعض المباريات مع فريقه ولو كان هناك أدنى شك في استمرار مضاعفات الإصابة لما كنت قد وجهت له الدعوة، للأسف هناك أشياء تكتب في الجرائد ليست دائما بالشكل الصحيح، وهو ما يقع أيضا في المغرب. - وماذا عن قلة تنافسية بعض اللاعبين؟ بالنسبة للاعب القنطاري فقد واجه، نوعا ما، بعض المشاكل خلال اليومين الأولين من المعسكر نتيجة الإيقاع المرتفع للاستعداد وتميز أداؤه بالبطء لكنه تأقلم بعدها تدريجيا مع الإيقاع لدرجة بات معها جاهزا بنسبة كبيرة، والكوثري هو ظاهرة على اعتبار أن اللعب من عدمه لا يؤثر فيه، وفيما يخص الشماخ فقد خاض بعض المباريات مع فريقه أرسنال، كان آخرها المباراة الأخيرة برسم منافسات الكأس المحلية، هناك خيارين لا ثالث لهما إما الثقة في اللاعبين أو عدمها، وأنا اخترت أن أثق بهم لأنني أعرفهم جيدا، والثقة عامل مهم في العلاقة بين الجانبين، فالكوثري مثلا قال لي إنه سيخبرني عن مستوى استعداده للمشاركة بعدما أكد لي أنه لن يتوان في إخباري بعدم المشاركة في حالة ما إذا أحس، ولو بنسبة قليلة، أنه غير جاهز لخوض غمار التحدي المقبل، الأمور تسير بالشكل المتوخى وأتمنى أن تستمر كذلك.