أكد عصام بادة، حارس الفتح الرباطي والمنتخب الوطني، أنه لم يغمض له جفن بعد إدراج اسمه ضمن اللائحة النهائية التي ستشارك في المعسكر الإعدادي للمنتخب بماربيا الإسبانية قبل السفر إلى الغابون لخوض غمار الكأس القارية. وأوضح بادة في حوار أجرته معه «المساء» أن الترقب خيم على الجميع قبيل الإفراج عن اللائحة النهائية للمنتخب نتيجة تقارب المستوى، موضحا في السياق ذاته أنه كان متأكدا من قدرته على ضمان مكانته رفقة المجموعة التي ستوكل إليها مهمة الدفاع عن حظوظ المغرب. وقلل بادة من إمكانية تأثير الغياب وقلة التنافسية على لاعبي المنتخب، مستشهدا بحالة الشماخ الذي قال إن غيابه عن فريقه لم يمنعه من قيادة المنتخب إلى التأهل للعرس القاري، مشيرا إلى أن اللاعبين الشباب سيستفيدون من تجربة المخضرمين، الذين سبق لهم المشاركة في المحفل القاري. - طبع الكثير من الترقب اللائحة النهائية للمنتخب الوطني، هلا قربتنا من اللحظات التي عشتها قبل الإفراج عنها؟ بداية، أشكر الله على المستوى الذي بلغته، وحقيقة كان الأمر صعبا قبل الكشف عن اللائحة النهائية بعدما ضمت اللائحة الأولية مجموعة من الحراس الذين تألقوا خلال الفترة الأخيرة، ذلك أن تقليصها كان يعني بالضرورة إسقاط أسماء مقابل الاحتفاظ بأخرى، ولا أخفيكم سرا أنني شعرت بسعادة لا توصف عندما تم إدراج اسمي ضمن اللائحة التي ستخوض غمار الكأس القارية. - هل نستشف من كلامك أنك كنت تشك في إمكانية المناداة عليك؟ لا، ليس الأمر كذلك، كل ما في الموضوع أن تقارب مستوى الحراس يصعب من مأمورية الاختيار، وشخصيا كنت متأكدا من أنني سأكون في اللائحة النهائية قياسا مع الوجه الذي ظهرت به رفقة الفتح الرباطي خلال الموسم الماضي من خلال إحراز كأس العرش ولقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في المباراة الشهيرة أمام الصفاقسي التونسي بملعب الطيب لمهيري، وهو المستوى الذي حافظت عليه خلال الموسم الجاري رفقة ممثل العاصمة، والذي توجناه بالفوز بلقب بطولة الخريف، وعليه فمعنوياتي في أعلى مستوياتها، خصوصا بعد نجاحي في تجاوز مخلفات الإصابة التي ألمت بي فترة سابقة وغيبتني لفترة عن الميادين الرياضية. - بعد إصابتك، ألم يتسرب إليك الشك بخصوص إمكانية عدم مرافقتك للأسود؟ لا أخفيكم سرا أنه راودتني مجموعة من الشكوك حول إمكانية تخلفي عن مرافقة المنتخب إلى العرس القاري أثناء تعرضي لإصابة غيبتني لقرابة شهر خصوصا إذا طالت تداعياتها واستغرق تجاوز مخلفاتها وقتا طويلا، وهو ما شكل بالنسبة إلى كابوسا مزعجا قض مضجعي وسرب الشك إلى نفسي، غير أن نجاحي في تجاوز مضاعفاتها بفضل الإصرار والامتثال لنصائح الطاقم الطبي للفريق أعاد إلى الأمل وزاد من جرعات الثقة في نفسيتي، وهنا أفتح قوسا لتقديم الشكر له على المجهودات التي بذلها في سبيل أن أعود بسرعة إلى الميادين. - هذا يعني أن المناداة أسعدتك بشكل كبير؟ هذا مما لا شك فيه، لدرجة أنني لم أنم لحظة سماعي الخبر وقضيت ليلة بيضاء، وهو ما يعكس بجلاء حجم الفرحة التي غمرتني، وكما أسلفت الذكر كنت متأكدا من قدرتي على التواجد في اللائحة النهائية غير أن قيمة ورمزية حمل القميص الوطني والمشاركة في العرس الافريقي هي التي ضاعفت الفرحة، على اعتبار أنه ليس من السهل ضمان المكانة رفقة المجموعة التي ستشد الرحال صوب الغابون للدفاع عن حظوظ المغرب، غيريتس يتابع عن كثب اللاعبين المغاربة سواء الممارسين بالخارج أو في البطولة الوطنية وهو ما يجعل الكل يقدم أفضل ما لديه لكي يحظى بالثقة والاختيار. - ستستعدون بأوروبا لمنافسة تدور رحاها في القارة السمراء، ألا تتخوف من هذا المعطى؟ صراحة المدرب إيريك غيريتس والجامعة هم المعنيون بالإجابة عن هذا التساؤل طالما أن قرار الاختيار يبقى بأيديهم، لكن هذا لا يمنعني من القول، كلاعب، بأن التجمع الإعدادي بماربيا الاسبانية، الذي سيستمر لمدة عشرة أيام، سيشكل فرصة سانحة للإعداد بالشكل المطلوب من خلال رفع مستوى الانسجام ومنسوب اللياقة البدنية، وكذا وضع آخر اللمسات قبل شد الرحال صوب الغابون لخوض غمار المسابقة القارية. اللاعبون يعرفون بعضهم جيدا بحكم التجمعات الكثيرة التي خاضتها والمباريات التي شاركت فيها، كما أنها تضم مزيجا من اللاعبين المخضرمين الذين شاركوا في العديد من النسخ، وهو ما سيساعد، حتما، العناصر الشابة على التأقلم مع أجواء التباري داخل القارة السمراء، خصوصا حينما يتعلق الأمر بمسابقة من حجم كأس الأمم. - لكن في المقابل يعاني المنتخب من قلة تنافسية مجموعة من اللاعبين، ألا يشكل لكم هذا الأمر مصدر إزعاج؟ صحيح أن مجموعة من اللاعبين يعانون من قلة التنافسية جراء خلافات أو اختيارات الأطر التي تشرف عليهم لكن هذا لا يمنع من القول أنهم أكدوا، وفي مناسبات عديدة، عدم تأثر مستواهم رفقة المنتخب بغيابهم عن مباريات فرقهم، وسأصوغ لكم في هذا الإطار مثالا حيا ويتعلق الأمر باللاعب الشماخ، الذي لم يمنعه غيابه عن فريقه في العديد من المباريات من التألق رفقة المنتخب وتسجيل أهداف حاسمة عبدت الطريق أمامنا للتواجد في المراحل النهائية من العرس القاري، وأعتقد أنه لو لم يكن غيريتس واثقا من قدرتهم على تقديم الإضافة وقيادة المنتخب لتحقيق نتائج إيجابية لما وجه لهم الدعوة، هو يتابع كل اللاعبين عن قرب ويعرف جيدا إمكانيات كل لاعبي المنتخب وذلك بالقدر الذي يجيد فيه توظيفها وفق ما تتطلبه كل مباراة على حدة. - وماذا عن طبيعة العلاقة التي تجمع اللاعبين والظروف التي مرت فيها المعسكرات السابقة؟ العلاقة التي تجمع اللاعبين جيدة ومتينة بكل المقاييس، هناك احترام بين كل مكونات المنتخب بما في ذلك اللاعبين والأطقم التقنية والطبية والإدارية وجميع المتداخلين، ومصدر هذا التعامل هو الرغبة الجامحة والمشتركة بين كل الشركاء، كل من موقعه الخاص، في مساعدة المنتخب على تحقيق الأهداف التي يسعى إليها والتي تتماشى وانتظارات الشعب المغربي التواق إلى الظفر بكأس ثانية تغني الخزانة المغربية. - الفتح لم يتأثر بتغيير المدرب، في نظرك ما السر وراء حفاظ الفريق على مستواه؟ أعتقد أن الاستقرار الذي يميز الفريق على مستوى المكتب المسير بفضل التدبير المحكم والمعقلن لأمور النادي بعيدا عن الخلافات الهامشية، ساهم، وبشكل كبير، في توفير مناخ سليم وظروف جيدة وأرضية مناسبة سهلت مأمورية الطاقم التقني للقيام بعمله على النحو الأمثل، وأعتقد أن الفوز ببطولة الخريف معيار لقياس قيمة المجهودات المبذولة ودليل كافي على أن الفريق يسير في الطريق الصحيح.