نحن نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل. رغم أن هذا المثل ينطوي على الكثير من الحكمة في كون الأكل هو وسيلة للعيش وليس غاية بحد ذاته، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من أن نستمتع بالأكل كما يجب، لأنه لذة من لذات الحياة. فعملية تناول الطعام هي وسيلة لتلبية حاجة الجسم من مواد وعناصر غذائية تترجم إلى حالة الجوع، التي تقتضي اللجوء إلى تناول الطعام. إلا أن الأكل لا يجب أن يكون ميكانيكيا، بل يتطلب تناول الطعام بلذة وإحساس بكل لقمة نأكلها، فالأكل المجرد من التلذذ يبقى ناقصاً، وغالبا عندما نحس بالطعام ونتلذذ به، نأكل كمية أقل ونختار ما نأكل. من جهة أخرى، يحتاج الاستمتاع بالأكل إلى تناول أكل لذيذ، الأمر الذي لا يتعارض مع أن يكون صحيا، إلا أن الشائع هو أن الأكل الصحي ليس لذيذا، عكس الأكل المصنع الغني بالدهون والسكر، والذي يعشقه عامة الناس ويقبلون على كميات مهمة منه. ويكمن المشكل في عدم تقبل الأكل الصحي وعدم الاستمتاع به في أنه لا مجهود يبذل من أجل جعله لذيذا مقبولا، والحل هو العمل على تحسين نكهته ومذاقه بإضافة التوابل والمنهكات الطبيعية واستعمال الثوم والبصل والزنجبيل والحامض والكركم والبقدونس، بدل استعمال منكهات كمكعبات البنة والملونات والنكهات الاصطناعية.