شاهد أكثر من 52 ألف شخص، إلى حدود يوم أمس الأحد، شريط فيديو يظهر أحد الأطباء بمستشفى كوكار في فاس بوجه مكشوف وهو يبيع الدواء في مكتبه، حسب ما جاء في الشريط، ويمنح الشواهد الطبية مقابل مبالغ مالية. الشريط الذي دام ما يقرب من 4 دقائق صور جزءا من الحوار الذي دار بين مواطن مغربي، كان أحد مرافقيه هو من سجل الشريط، وبين الطبيب في مكتبه، وتمت تغذيته بتعاليق معدة بعناية ومكتوبة بلغة عربية فصيحة، قبل أن يتم «إنزاله» على موقع «اليوتوب»، ومنها عبارات تشير إلى وجود أطباء منعدمي الضمير في قطاع الصحة، متخصصين في بيع الأدوية والمتاجرة في الشواهد الطبية. وأظهر الشريط الطبيب وهو يتلقى مبلغ 150 درهما كمقابل مادي لدواء يزعم الشريط أن الطبيب باعه للزبون، بالرغم من أن الصيدليات هي المكلفة ببيع الأدوية للمواطنين، يضيف معد الشريط، والذي تحدث عن الطبيب بصفته من نقابيي القطاع الصحي بجهة فاس، ما يعني أن صاحب الشريط على دراية كاملة بالوضع النقابي بالمدينة وبأطره. وفي مقابل حديث الشريط عن البيع والشراء في الدواء، فإن الطبيب بدا وهو يتصرف بشكل عادي وهو يمسك بالمبلغ المالي الذي تسلمه مقابل بيع الدواء. ولم تظهر عليه أي علامات ارتباك طيلة فترة الحوار مع المواطن المغربي المقيم في الخارج. وكانت المدينة قد شهدت، في الآونة الأخيرة، احتجاجات للأطباء والممرضين، على ما قالوا إنها اختلالات يعرفها القطاع. ولم يتسن ل«المساء» التأكد من وجود علاقة بين هذه الاحتجاجات وبين الوقت المناسب لبث هذا الشريط الذي يعود تسجيله إلى عدة أشهر، فيما لم يتم بثه إلا في 6 يناير الجاري. وشجب جل من شاهد الشريط تصرفات الطبيب، وأشار مصدر في إدارة مندوبية الصحة بفاس إلى أن وزارة الصحة فتحت تحقيقا في القضية، فيما لم تتمكن «المساء» من الحصول على تصريحات المندوب الإقليمي للصحة، بالرغم من الاتصالات المتكررة به صباح يوم أمس الأحد.