اتهامات بالتزوير، شارات سوداء، حرب كلامية، اجتماعات متتالية لتطويق الأزمة، لا يتعلق الأمر هنا بخلافات بين عمال مصنع ورب العمل في أحد المعامل المنتشرة عبر ربوع المملكة، ولكن الأمر يتعلق بفريق المغرب الفاسي لكرة القدم، الحاصل على لقبي كأس الاتحاد الإفريقي وكأس العرش، والذي يعيش على وقع أزمة خانقة قد تعصف به، وتحوله إلى أثر بعد عين. في مباراة الفريق أمام الوداد الرياضي، لم يجد اللاعبون من حل ليعبروا به عن معاناتهم ويطالبوا بحقوقهم إلا حمل شارات سوداء احتجاجا على وضع تفاقم، ويبدو أنه بدون حل عملي في الأفق القريب. منذ انطلاق الموسم الكروي، ولاعبو «الماص» وخلفهم المدرب رشيد الطوسي، يقدمون أداء جيدا، فقد بدأوا الموسم مبكرا بمشاركة إفريقية أنهاها الفريق بفوز بلقب قاري، أخرج ملايين المغاربة إلى الشوارع فرحا بإنجاز جاء ليعيد الاعتبار إلى الفرق وكرة القدم المغربية. ولم يكد اللاعبون ينهون المهمة الإفريقية بنجاح، حتى ظفروا بلقب جديد، هو كأس العرش، ليغنوا سجل «الماص» محليا بعد أن دونوا اسمه بأحرف من ذهب إفريقيا. طيلة المدة التي كان الفريق ينافس خلالها بضراوة لم يحتج أي لاعب، ولم يطالب أي منهم بمستحقاته المالية العالقة، بل إن اللاعبين وباحترافية غير معهودة في اللاعب المغربي، قدموا درسا للجميع وركزوا على المباريات، وحتى لما حمل اللاعبون شارات سوداء في مباراة الوداد، فإن ذلك لم يؤثر على عطائهم، بل قدموا أداء ملفتا وعادوا من الدارالبيضاء بنقطة ثمينة. الرئيس مروان بناني، فضل إغلاق هاتفه النقال في وجه اللاعبين، بل إنه لم يلتق بهم رغم أنه كان اتفق معهم على عقد اجتماع لإيجاد حل لمستحقاتهم المالية العالقة، والفريق بكل ثقله وتاريخه يقتات اليوم من فتات الموائد، فهذا عضو في المكتب المسير يقدم للفريق سلفة مالية لإنقاذه من «فضيحة» كانت ستجعل «الماص» بدون لاعبين، بما أن أي لاعب لاينال مستحقاته المالية طيلة ثلاثة أشهر يصبح حرا وبإمكانه الانتقال إلى أي فريق، وهذا أخر يقدم وعوده. هذا على مستوى المستحقات المادية للاعبين، أما داخل المكتب المسير، فهناك ما يشبه «الحرب الأهلية، بين العديد من التيارات داخل الفريق، وصلت حد إرسال بلاغات كاذبة. «الماص» اليوم في عنق الزجاجة، ومن يتحمل المسؤولية هم مسيروها الذين عليهم إيجاد حل جذري للمشاكل المالية، أو فليتركوا الجمل بما حمل.