لم يكن «وديع» يعرف أن زيارة لعائلته بحي الملاح بفاس لن تتم، وعوض أن يلتقي بأفراد عائلته، وجد نفسه في سرير مصحة خاصة بوسط المدينة لتلقي العلاجات جراء اعتداء تعرض له ليلا في منتصف الطريق من قبل ثلاثة شبان، قال إنهم اعترضوا سبيله وواجهوه بأسلحة بيضاء، وأوقعوه أرضا، قبل أن يعمدوا إلى سرقة هاتفه النقال ومبالغ مالية وحاسوب محمول. وأجريت للشاب عملية جراحية على مستوى الأنف، وسلمت له شهادة طبية تحدد مدة العجز في 45 يوما. وأشارت شهادة طبية حصل عليها الضحية إلى أن «الخسائر» على المستوى الجمالي أكبر. وذكر الشاب الضحية، البالغ من العمر حوالي 24 سنة، متزوج وأب لطفلة، أنه تعرف على هوية المعتدين. وحسب تصريحاته، فإنهم أصحاب سوابق عدلية، ومسجلون في لائحة الخطر على مستوى الأحياء الشعبية بوسط المدينة. وبالرغم من أن واقعة الاعتداء تعود إلى يوم 26 دجنبر الماضي، فإن السلطات الأمنية لم تنجح بعد في الوصول إلى المتهمين للتحقيق معهم. ويعيش عدد من الأحياء الشعبية بمدينة فاس على إيقاع اعتداءات متكررة أبرز دوافعها السرقة والنشل. وغالبا ما يلجأ الجناة إلى الاستعانة بالأسلحة البيضاء لترهيب الضحايا، والحصول على ما بحوزتهم من أموال وهواتف نقالة. وفي حالة «المقاومة»، فإن الجناة لا يترددون في اللجوء إلى العنف لتنفيذ السرقات. وينقل المنحرفون اعتداءاتهم إلى وسط المدينة، في بعض الأحيان، وعادة ما تنفذ الاعتداءات ضد النساء.