أطلقت القوات العمومية، صباح يوم أمس الأربعاء، الرصاص المطاطي بالقرب من حي صفيحي بجوار المركب الجامعي ظهر المهراز في فاس، وذلك لتفريق مظاهرة، تزعمها طلاب ينتمون إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، كانت متوجهة إلى محكمة الاستئناف لحضور أطوار التحقيق التفصيلي مع طالبين ينتميان إلى نفس الفصيل، جرى اعتقالهما في الآونة الأخيرة ووضعهما رهن الاعتقال الاحتياطي في سجن عين قادوس المحلي، رفقة طالبين آخرين ينتميان إلى نفس التيار. ولجأ المتظاهرون إلى رشق عناصر القوات العمومية بالحجارة، فيما اشتكى قاطنو الأحياء الصفيحية، التي تتحول باستمرار إلى «قاعدة» لهذه المواجهات، من «مخلفات» الرصاص المطاطي على النساء وعلى الأطفال الصغار، وما يلحقه استعمال الأحجار من أضرار بمنازلهم الصفيحية المجاورة لعدد من الثكنات العسكرية في المدينة والتي يقطن غالبيتَها متقاعدو الجيش. وأعلنت القوات العمومية حالة «استثناء» في محيط هذه الأحياء، وخلق إطلاق سيارات الأمن والقوات المساعدة ل«صفارات إنذار» حالة من الرعب في أوساط سكان الأحياء المجاورة. وخلفت المواجهات بين الطرفين إصابة رجلي شرطة، أحيلا على مستشفى عمر الإدريسي لتلقي العلاجات الضرورية، ويتعلق الأمر بكل من عادل العماري ومحمد بنعمو. وإلى جانب التصعيد في الجامعة، قرر الطلبة الأربعة -المعتقلون على خلفية مذكرات بحث صادرة في حقهم بناء على احتجاجات طلابية انتهت، في وقت سابق، بمواجهات مع عناصر الأمن- الدخول، منذ مساء يوم الثلاثاء، في إضراب عن الطعام لمدة أسبوع. وقال بلاغ لهؤلاء المعتقلين إنهم يعيشون أوضاعا مزرية داخل السجن، موردين أنهم يتعرضون لتفتيش يومي ولمنع التغذية عنهم وكذا للضرب. وكان قاضي التحقيق قد أنهى التحقيق التفصيلي مع الطالب محمد غلوظ، ولم يتم تحديد أي تاريخ لمحاكمته. ولا زال التحقيق التفصيلي جاريا مع الطالبين ابراهيم السعيدي ومحمد فتال، وتقررت إحالتهما على المحاكمة يوم أمس الأربعاء، فيما سيحال الطالب محمد الزغديدي على المحاكمة يوم 28 دجنبر الجاري. ويطالب المعتقلون الأربعة بالتعجيل بالمحاكمة، وعزلهم عن معتقلي الحق العام، وعدم ترحيلهم بعد الحكم النهائي، وتمكينهم من الزيارة المفتوحة والتطبيب والتغذية، وتحسين الوضعية داخل السجن.