نقل خمسة من عناصر القوات العمومية، إضافة إلى ما لا يقل عن ثلاثة طلبة، أول أمس، في حالة وصفت بالخطيرة، إلى المركب الاستشفائي للقنيطرة، بعد مواجهات عنيفة دارت بين العشرات من الطلبة المحتجين، المحسوبين على اليسار، ورجال الأمن، قبالة الحي الجامعي الساكنية. واندلعت الشرارة الأولى لهذه الاشتباكات بعدما أقدمت مجموعة من الطالبات القاطنات في الحي الجامعي على رشق رجال الأمن بالحجارة والعصي وقنينات الزجاج الفارغة بكثافة وبشكل عشوائي، وهو الرشق الذي لم يسلم منه سكان الأحياء المجاورة والمارة، الأمر الذي حوّل محيط الحي الجامعي فجأة إلى ساحة حرب حقيقية، بعدما كانت الوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف الطلبة تمر في أجواء سلمية، حيث كان هؤلاء يرفعون شعارات تطالب بالمنحة والسكن والنقل ورحيل عبد الإله بنكيران وإسقاط الفساد والاستبداد، إضافة إلى ملفات أخرى دعوا الجهات المعنية إلى إيجاد حل لها، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهات بين الطرفين بعد محاولة الطلبة النزول إلى الشارع العام، وهو ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف الجانبين. وأوفدت السلطات الولائية مزيدا من التعزيزات الأمنية إلى المنطقة، خاصة وأن مسرح المواجهات كان يشهد في المقابل احتفالا لحزب العدالة والتنمية بنجاحه في الانتخابات البرلمانية داخل القاعة المغطاة الموجودة في عين المكان، حيث لجأ المسؤولون إلى خلق حزام أمني قوي لمنع أي احتكاك محتمل بين الطلبة المحتجين وأنصار حزب المصباح. وعاينت «المساء» إصابة اثنين من رجال الشرطة وعنصرين آخرين من القوات المساعدة وطالبٍ واحد بجروح بليغة جدا، مما استدعى نقلهم جميعا إلى قسم المستعجلات في المستشفى المحلي لتلقي الإسعافات الضرورية، حيث كشف مصدر طبي أن الوضعية الصحية الحرجة لبعضهم استوجبت إبقاءهم تحت العناية المركزة قبل السماح لهم بمغادرة المستشفى. وأدت هذه المصادمات أيضا إلى وقوع خسائر مادية جسيمة، حيث تم تكسير زجاج سيارات بعض المواطنين وحافلة للنقل الحضري، وهو ما دفع قوات مكافحة الشغب إلى فرض حصار أمني خانق على جميع المداخل المؤدية إلى الحي تفاديا لأي انفلاتات أمنية أخرى، فيما عطلت شرطة المرور حركة السير في جل الشوارع والأزقة المتاخمة للحي إلى حين عودة الهدوء إليها.