أسفرت مواجهات عنيفة اندلعت، في الأسبوع المنصرم، بين مجموعة من طلبة جامعة ابن طفيل في القنيطرة وعناصر القوات العمومية، عن إصابة أستاذة جامعية وما لا يقل على 20 طالبا و3 رجال أمن وفردين من القوات المساعدة. وكشفت المصادر أن اشتباكات قوية وقعت بين طلبة غاضبين، محسوبين على اليسار، وعدد من عناصر مكافحة الشغب، بعدما أصرّ المحتجون على الخروج في مسيرة حاشدة من أمام جامعة ابن طفيل في اتجاه مبنى ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، للتنديد بالأوضاع المتردية المادية والمعنوية التي يعاني منها عموم الطلبة بسبب حرمان شريحة كبيرة منهم من حقهم في المنحة وعدم توصل المستفيدين بها إلى حد الآن وصعوبة التحاق المجازين في سلك «الماستر»، إضافة إلى مشاكل أخرى مرتبطة بالاكتظاظ والسكن والنقل. وأوضح شهود عيان أن الطرفين تبادلا خلال هذه المصادمات الرشق بالحجارة، وهو ما خلّف وقوع جرحى في صفوف الجانبين، نُقِلوا جميعا إلى المركب الاستشفائي الإدريسي قصد تلقي العلاجات الضرورية، في حين حمل بيان صادر في هذا الإطار بعض الطلبة المحتجين مسؤولية الإصابة البليغة التي لحقت أستاذة الجيولوجيا، سعاد حيدة، التي تدرس في كلية العلوم، حيث سُلِّمتْ لها شهادة طبية حددت مدة العجز في 45 يوما، وهو الحادث الذي دفع أساتذة الجامعة إلى الإضراب عن العمل طيلة يوم الجمعة الماضي، تضامنا مع الأستاذة المذكورة. ونفى مصدر مسؤول لجوء القوات العمومية إلى العنف والقوة في تدخلها ضد الطلبة المحتجين، وكشف أن المسؤولين بادروا، بشكل ودي ومسؤول، إلى إشعار المتظاهرين بعدم توفر المسيرة المُزمَع تنظيمها على ترخيص، حيث قام رجال الأمن بمحاصرتها، قبل أن يُفاجؤوا بفئة من الطلبة ترميهم بوابل من الحجارة بشكل عشوائي، وهو ما خلّف إصابة العديد من عناصر التدخل، ما يزال بعضهم يرقدون بالمستشفى العسكري المحلي، على حد قوله. في المقابل، أفاد مصدر طلابي أن الحصيلة النهائية لما وصفه بالتدخل الأمني الهمجيّ تجاوزت 24 طالبا، بينهم 7 طالبات مصابات بجروح متفاوتة في الرأس والعين. وشجب المصدر ذاته المعاملة اللا إنسانية التي لاقاها المصابون في المستشفى، بعدما رفضت إدارته منح الطلبة الشواهد الطبية. وأضاف أن الطلبة قرروا مقاطعة الدروس والامتحانات والأعمال التطبيقية والتوجيهية في مختلف كليات الجامعة إلى حين فتح باب الحوار الجاد. وندّد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، موقع القنيطرة، ذو التوجه القاعدي، ب»القمع» الذي لجأت إليه قوات المخزن لمواجهة المسيرة السليمة التي دعا إليها الطلبة للمطالبة بالاستجابة لملفهم المطلبي، وكشف، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أن عناصر الأمن قامت بمحاصرة المتظاهرين وتعنيفهم، وهو ما أدى إلى سقوط 25 جريحا، وقال إن لجوء النظام إلى استعمال القوة لن يزيد الطلبة إلا تشبثا بمطالبهم المشروعة وإصرارا على مواصلة النضال حتى تحقيقها.