شن زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المعروف باسم أبو مصعب عبد الودود، هجوما على قيادات دول المغرب العربي واتهمها بتغييب الإسلام عن حياة الشعوب وبالخيانة والعمالة لأميركا وفرنسا. وحذر أبو مصعب من الاقتراب من المراكز الأمنية والحكومية وتجمعات الغربيين ومصالحهم، قائلا إنها أهدافٌ مشروعة لتنظيمه. وقال زعيم القاعدة في المغرب العربي في رسالة صوتية منسوبة إليه إن ما وصفه بالمد الجهادي آخذٌ فى التنامي والانتشار في أقطار العالم الإسلامي، ونفى أن يكون التنظيم يتعمد سفك دماء الأبرياء, وهو ما يوضح حرص تنظيمه على مواصلة الحرب الإعلامية التي يعتبر أنها تؤثر على أدائه الميداني بالمنطقة. وتزامنا مع هذا التسجيل الصوتي, أصدر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بيانا يتبنى من خلاله الهجوم الذي استهدف دورية عسكرية موريتانية بمنطقة تورين شمال ازويرات, وقال إنه قضى على 12 عسكريا من بينهم قائد الفرقة, واستولى على آليتين وسلاح دوشكا و10 رشاشات و2 بيكا وكمية من الذخائر. وكان الملك محمد السادس قد وجه رسالة خطية إلى الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للدولة في موريتانيا ، أكد فيها قائلا « إني لواثق من أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الغادرة، لن تنال من عزم موريتانيا قيادة وشعبا، على توطيد الالتحام الوطني والانخراط القوي في الجهود الجهوية والدولية للتصدي للعصابات الإرهابية ; موقنين أن إجرامها الشنيع وإثمها البغيض، لن يزيدا الشعب الموريتاني المسالم إلا إصرارا على تمتين وحدته في مواجهتها، مؤازرا بكافة أصدقائه وأشقائه، وفي مقدمتهم الشعب المغربي، الذي أعرب لكم ولشعبكم الشقيق وللعائلات المكلومة منه، عن أحر التعازي وصادق المواساة، في ضحايا هذا الاعتداء الإرهابي لعصابات إجرامية وهمجية». ويواجه المغرب بدوره خطر استهدافه من طرف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, الذي عبر في أكثر من مناسبة عن نية قيامه بعمليات داخل التراب المغربي لزعزعة استقراره, خاصة بعد انتقاله في الفترة الأخيرة إلى نوع جديد من العمليات التي تعتمد أسلوب الشاحنات المفخخة التي تستخدم كميات كبيرة من المواد المتفجرة. فكيف تأسس تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي؟ وما هي مخططاته لزعزعة الاستقرار بالمملكة؟ وكيف عمد أميره أبو مصعب عبد الودود إلى خلط الأوراق بالصحراء؟ وما هي أبرز عملياته بموريتانيا التي يطرق من خلالها الأبواب الجنوبية للمملكة؟