قال عبد المالك درودكال المكنى "أبو مصعب عبد الودود" زعيم تنظيم"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أنه وصلته المشاهد الأخيرة التي بثتها بعض المواقع الجهادية المتطرفة على شبكة الأنترنت والتي تظهر سقوط فتيحة الحداد وابنها بلال أمام أرجل عميد شرطة مغربي خلال وقفة تضامنية نضمتها نساء المعتقلين السلفيين أمام سجن عكاشة بالدارالبيضاء يوم الثلاثاء ما قبل الماضي. "" وذكر "أبو مصعب عبد الودود" في بيان نشرته أمس الأربعاء منتديات جهادية متطرفة مقربة من تنظيم القاعدة وحمل عنوان " لَبّيْكِ أُخْتَاه" أن "تلك المشاهد المروعة لم تحدث في معتقل غوانتنامو...ولا سجن أبي غريب...ولا حتى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ...ولكنها حدثت في بلد شعبه مسلم،وأرض إسلامية عريقة، انطلق منها ذات يوم بطل المغرب طارق ابن زياد ليفتح الأندلس وينشر الإسلام في أوروبا" . وتوعد أبو مصعب عبد الودود الأجهزة الأمنية المغربية قائلا " أننا سنبذل الغالي والنفيس للدفاع عن أعراض أخواتنا المنتهكة ...وأننا سنثأر عاجلا أم آجلا ...". وجاء بيان "أبو مصعب عبد الودود" زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد مرور أربعة أيام على رسالة وجهها "متطرف" يدعى أبو مصعب الناضوري إليه يطالبه فيها بالثأر لنساء السلفية الجهادية ، كما وضع "متطرف" يدعى "أبو الزبير الجزائري" جميع مدخراته البالغة عشرة آلاف دولار مكافأة لمن يأتيه برأس عميد الشرطة المغربي في ظرف أجله شهر... خالد الناصري يدين التهديدات وجمعيات تتضامن مع العميد وكان خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية قد أدان تهديدات "متطرفي" تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذين وضعوا عشرة آلاف دولار كمكافأة لقتل عميد الشرطة المغربي قبل صدور بيان زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي وقال خالد الناصري إن "الحكومة في تناغم تام مع الشعب ، وستقف مرة اخرى كضد كل التصرفات الطائشة والإجرامية للعناصر الإرهابية التي تريد أن تمس بامن المواطنين" . من جهته قال عميد الشرطة المغربي في تصريح للصحافة المغربية أن الأمر "لايستحق كل هذه الضجة ، لأني لم أقم بشيئ مخالف " رافضا المزيد من التعليق. وفي الوقت الذي نددت فيه عدد من التنظيمات الحقوقية ب"سلوك" عميد الشرطة وأصدرت بيانات احتجاج وإدانة ، وجه 20 شخصا من أعضاء ومسؤولي مكاتب النقابات ورؤساء جمعيات المجتمع المدني في تراب عمالة ومقاطعات عين السبع الحي المحمدي في الدارالبيضاء نداء يتضامنون من خلال مع عميد الشرطة المسؤول بقطاع عين السبع الحي المحمدي ن مؤكدين ان ما نشر في النازلة لا أساس له من الصحة وان المرأة اول من بادر بالاعتداء. "أبو مصعب عبد الودود" يتضامن مع سجناء السلفية الجهادية ولم ينس أبو مصعب عبد الودود في بيانه توجيه رسالة إلى المعتقلين السلفيين قائلا : "أنتم الأحرار في زمن العبيد...و إنّ وراءكم إخوانا لا ينامون على الضيم ،ما نسوكم يوما ولن ينسوكم أبدا " مضيفا أن " المأساة تتكرر وإن اختلفت صورها ،والجرائم تستمر إن تعددت أشكالها وألوانها في "سلا" و"عكاشة" و"سركاجي" و"الحراش" وسجون موريتانيا وتونس و ليبيا و غيرها..." وكان معتقلو السلفية الجاهدية في المغرب قد انخرطوا في عدد من الاضرابات والاحتجاجات للتذكير بقضيتهم والمطالبة بإعادة محاكمتهم محاكمة عادلة وبتحسين أوضاعهم في السجون المغربية" والدة " أبو مصعب عبد الودود" تدعوه للتوبة وكانت والدة "أبو مصعب عبد الودود" قد دعته مؤخرا للتوبة قائلة : "أطلب منه الرجوع للبيت، وأدعوه للتخلي عن العنف والإرهاب، أريد أن أراه بين إخوته، أنتظر بشوق رؤيته، يجب أن يترك الجبل.. ما يفعله خطأ.. الرئيس (عبد العزيز بوتفليقة) فتح باب المصالحة، وبابنا أيضا مفتوح". وأشارت الحاجة زهور في حوار مع إحدى الصحف الجزائرية إلى أن زوجها كان دائم الدعاء قبل وفاته لابنه "بأن يترك العنف والإرهاب ويعود إلى البيت". ومضت قائلة: "كان يعيش دوما (الأب) على أمل أن يلتحق عبد المالك بالبيت على غرار كثير من التائبين، كان يحلم بعودته وأن يراه بين إخوته". يذكر أن عبد المالك درودكال من أوائل الذين التحقوا بالتنظيمات المسلحة عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز في دورها الأول حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة حاليا) مطلع تسعينيات القرن الماضي. ثم أصبح أمير ما يسمى ب"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، بعد مقتل أميرها نبيل صحراوي على يد قوات الجيش؛ ليصبح زعيما لما يعرف باسم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهو الاسم الجديد للجماعة التي أسسها حسن حطاب قبل أن يسلم نفسه للسلطات في رمضان الماضي. وهذا العام تلقى التنظيم سلسلة ضربات موجعة على يد قوات الأمن، تمكنت معها من تحييد أخطر عناصره؛ مما تسبب في شل قدراته على شن هجمات "انتحارية" جديدة، عدا بعض الاغتيالات الفردية التي تحدث بين الحين والآخر في بعض المناطق، بحسب مراقبين. وشن تنظيم درودكال منذ بداية عام 2007 سلسلة هجمات انتحارية أودت بحياة ما لا يقل عن 120 شخصا، وجرحت المئات، غالبيتهم مدنيون. وتقدر جهات مستقلة عدد أفراد "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بألف شخص، في حين تقدره السلطات بأقل من هذا الرقم، خاصة بعد الضربات المتتالية التي تلقاها التنظيم، فضلا عن توبة العديد من أفراده خلال الأشهر الأخيرة.