وضع الشيخ عبد الباري الزمزمي، الداعية المثير للجدل والمرشح باسم النهضة والفضيلة بدائرة أنفا بالدار البيضاء، نفسه في خندق الملك محمد السادس، وقال إنه مع الملك باعتباره الشخص الوحيد الذي ينبغي أن يثق فيه المغاربة والذي لا بديل عنه وسط الساحة. وأضاف الزمزمي في حوار مع «المساء» (سينشر لاحقا) إن الوزير الذي يعينه الملك هو أفضل من الوزير الحزبي الذي يعينه رئيس الحكومة القادم لأن الحزبية دائما فيها نوع من العنصرية، على اعتبار أن رئيس الحزب يعين دائما الأقرب إليه وهذا أمر معروف داخل الأحزاب. واعتبر الزمزمي أن الملك موقعه مستقل وغالبا ما يرشح من يراه الأكفأ والأفضل للمنصب خلافا لزعماء الأحزاب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه مع أن تظل صلاحية تعيين الوزراء بيد الملك. وهاجم الزمزمي بحدة العدالة والتنمية, وقال إن أمينه العام عبد الإله بنكيران لا يستحق أن يكون رئيس حكومة لأنه شخص غير موفق حتى في قيادة الحزب بسبب الانتقادات الموجهة إليه بناء على مواقفه غير المتزنة وغير الرزينة. ووصف الزمزمي بنكيران بالشخص «غير المتوازن والاندفاعي الذي يسبق لسانه عقله ويدلي بتصريحات غير لائقة, وهناك ملاحظات عليه حتى من أطراف من داخل حزبه وهذا ما يجعله غير مؤهل لقيادة الحكومة». وقال الزمزمي إن فريق العدالة والتنمية يعتبر أسوأ فريق داخل مجلس النواب من الناحية الأخلاقية، عبر إثارتهم الفوضى داخل المجلس, وهو ما يرسم صورة سيئة عن الإسلاميين في ممارسة السلطة. وفي السياق ذاته، انتقد الزمزمي جماعة العدل والإحسان واليسار الجذري لأنهما, حسب قوله, يريدان الاستفراد بالسلطة لممارسة الاستبداد وهو ما يبدو من سلوكهما الآن وسيرتهما الطويلة في الجامعات، مضيفا أنهما كانا يريدان السيطرة. وقال «إن العدلاويين يحبون الاستبداد بالمواقع الاستراتيجية وهذا ما يحصل داخل المغرب وحتى في أوربا، التي زرت كثيرا من دولها، وتوصلت إلى أنهم يحبون السيطرة على المساجد وأن يكونوا مستولين على كل شيء»، مضيفا أن «العدلاويين يؤمنون بالخرافة ونسمع عن شيخهم عبد السلام ياسين أمورا مضحكة, كقولهم إن شيخهم يستطيع توقيف طائرة في السماء وغرائب نسمعها وتنشر على شبكة الانترنت». وحول انتخابات 25 نونبر الجاري، استغرب الزمزمي عدم تدخل السلطة ببعض مدن الشمال، الذي يتحدر منه، لمحاربة أموال المخدرات, التي قال إنها تستعمل في الحملة الانتخابية خاصة في مدينة شفشاون، موضحا أن هذا المال يفسد العملية الديمقراطية والغاية من البرلمان برمتها، ويجعل الانتخابات عملية عبثية لا طائل من ورائها إن كانت الوجوه ذاتها ستعود. ودعا الزمزمي إلى سن قانون يحمي البرلمان ممن وصفهم ب«المتسلطين» وأصحاب المشاريع المشغولين بأموالهم ومشاريعهم، الذين قال إنهم يخدمون فقط مشاريعهم داخل البرلمان. واعتبر أن أعضاء الجماعة لم يتشبعوا بروح الإسلام الذي جاء ليحارب عبادة الأوثان، لأنهم تركوا عبادة الأوثان الحجرية وعبدوا الأوثان . إلى ذلك، أكد الزمزمي أن إعادة ترشيحه للبرلمان جاءت بعد منعه من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من الخطبة بالمسجد بمدينة طنجة، مضيفا أنه التقى وزير الأوقاف وأكد له أن أي مرشح للبرلمان ممنوع من الخطابة، سواء نجح أو فشل في الحصول على المقعد لأنه ارتدى زيا سياسيا في إطار الفصل بين الدين والسياسة.