"الشرق الأوسط" الدارالبيضاء: لحسن مقنع أعاد عبد الباري الزمزمي، رئيس «الجمعية المغربية لفقه النوازل»، وصاحب الفتاوى المثيرة للجدل، ترشيح نفسه في دائرة أنفا في الدارالبيضاء، باسم حزب النهضة والفضيلة، وهو حزب صغير خرج من معطف حزب العدالة والتنمية. وكان الزمزمي قد خاض غمار الانتخابات البرلمانية لأول مرة في عام 2007، التي فاز خلالها بحصوله على المرتبة الثانية بنحو سبعة آلاف صوت خلف منافسته القوية ياسمينة بادو، وزيرة الصحة في الحكومة الحالية، التي فازت بالمرتبة الأولى بنحو تسعة آلاف صوت. وتتوقع مصادر من حملة بادو أن يكون فارق الأصوات أكيدا هذه المرة. بعد فوزه في المرة السابقة أصبح الزمزمي النائب البرلماني الوحيد لحزب النهضة والفضيلة في مجلس النواب الذي هو على وشك انتهاء ولايته. وعن دواعي إعادة ترشيحه قال الزمزمي ل«الشرق الأوسط» إن رفض وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية السماح له بالعودة إلى كرسي الخطابة في المسجد جعله يعيد ترشيح نفسه لولاية برلمانية ثانية. وأضاف: «كنت أعتزم العودة لموقعي كخطيب وواعظ بعد نهاية الولاية البرلمانية الحالية، غير أن الوزارة رفضت طلبي. قالوا إن منبر المسجد أصبح ممنوعا علي بعد أن ارتديت جبة السياسية، وإنهم لا يريدون سياسيين في المساجد. لهذا قررت إعادة ترشيحي لولاية ثانية». وكان الزمزمي، الذي يتحدر من عائلة بن الصديق الدينية العريقة في مدينة طنجة، قد اكتسب شهرة في الدارالبيضاء مند الثمانينات بسبب خطاباته المثيرة للجدل في عدة مساجد، خصوصا مسجد «ولد الحمراء» بالمدينة العتيقة. وجرى إيقافه عن الخطابة عدة مرات من طرف السلطات. وساند حزب العدالة والتنمية خلال مشاركاته الأولى في الانتخابات التشريعية التي جرت عامي 1997 و2002، غير أنه اختلف مع حزب العدالة والتنمية وترشح باسم حزب النهضة والفضيلة في عام 2007. وحول أدائه خلال الولاية البرلمانية الماضية يقول الزمزمي: «بالنسبة لعملي في الدائرة التي ترشحت فيها كان إيجابيا جدا، وكانت هناك نتائج ملموسة، هي التي شجعتني على إعادة ترشيحي، أما على صعيد العمل البرلماني والتشريعي فالنتائج هزيلة جدا، إذ لا يمكن لأي حزب أن يدعي القدرة على تحقيق شيء من موقع معارض ضعيف داخل البرلمان، فما بالك بشخص واحد؟». غير أن الزمزمي أعاد ترشيح نفسه في حزب صغير مرة أخرى، إذ لم يقدم حزب النهضة والفضيلة خلال الانتخابات الحالية سوى 11 لائحة، نصفها في الدارالبيضاء. ويرد الزمزمي أن تغيير الحزب لم يكن واردا وذلك لاعتبارات أخلاقية. ويعود تأسيس حزب النهضة والفضيلة إلى عام 2005 من طرف منشقين عن حزب العدالة والتنمية، بقيادة محمد الخليدي الذي كان ينتمي إلى حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية قبل أن ينفتح على جماعة الإصلاح والتجديد الأصولية، ويتحول إلى حزب العدالة والتنمية. واتهم الخليدي ورفاقه آنذاك الوافدين الجدد على الحزب بتهميش الأعضاء القدماء. وتزعم في عام 2003 تيارا معارضا داخل حزب العدالة والتنمية سرعان ما تكتل في جمعية تحت اسم «اليقظة والفضيلة»، ضمت مجموعة من العناصر القديمة في الحزب، بالإضافة إلى بعض الغاضبين من حركة الإصلاح والتجديد. وفي نهاية عام 2005 أعلن الخليدي عن تحول جمعية «اليقظة والفضيلة» إلى حزب النهضة والفضيلة، الذي ضم، إضافة إلى الغاضبين من حزب العدالة والتنمية، عناصر منشقة من حزب الاستقلال، ومن حزب الشورى والاستقلال، ومن حزب التجمع الوطني للأحرار. ويواصل حزب النهضة والفضيلة استقطاب الغاضبين من حزب العدالة والتنمية، وآخرهم عبد الغاني مرحاني ومحمد منعم، المرشحان للانتخابات الحالية في الدارالبيضاء. يذكر أن حزب النهضة والفضيلة انخرط مؤخرا في تحالف الأحزاب الثمانية.