لم تتجاوز نسبة المشاركة في انتخابات ال7 من شتنبر الجاري بدائرة آنفا بالدار البيضاء 14 في المائة من أصل أكثر من 350 ألفا يشكلون الكتلة الناخبة بهذه الدائرة التي تنافس فيها 23 حزبا على مقاعد نيابية. واحتلت ياسمينة بادو وكيلة لائحة حزب الاستقلال المرتبة الأولى ب9871 صوتا، فيما احتل المرتبة الثانية عبد الباري الزمزمي ب6408 أصوات، أما المرتبة الثالثة فقد عادت لوكيل لائحة الاتحاد الاشراكي محمد الإبراهيمي ب5822 صوتا، بعد أن كان الحزب في الاستحقاق الانتخابي السابق لسنة 2002 حصل على 20 ألف صوت عندما كان خالد عليوة وكيل اللائحة بهذه الدائرة. وفي دائرة الفداء، لم تتجاوز نسبة المشاركة 19.5 في المائة من كتلة ناخبة تصل إلى 220 ألف، قبل أن تعلن المصالح المختصة بعمالة درب السلطان في اليوم الموالي عن 22 في المائة. وهي النسبة التي يشكك فيها خالد المصدق عن حزب النهضة والفضيلة قائلا: «هذه النسبة من المشاركة غير صحيحة ويبدو لي أن السلطة تتلاعب بالأرقام لفائدة أطراف سياسية بعينها»، مؤكدا: أن «الفائز رقم واحد في الانتخابات بالدائرة هو الحزب الذي وزع المال أكثر، وربما لهذا السبب نجد أن أغلب الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع هم أولئك المواطنون الذين يتحدرون من أوساط شعبية فقيرة»، «لكن هذا لا يعني، يضيف المصدق، أن كل المصوتين باعوا أصواتهم، بل إن بعض الناخبين تم حرمانهم من التصويت لأنهم لا يتوفرون على بطاقة الناخب». وفي دائرة الحي الحسني، لم تتجاوز نسبة المشاركة 18 في المائة حسب مصالح العمالة، قبل أن ترتفع هذه النسبة إلى 20 في اليوم الموالي من أصل 155 ألف ناخب. واحتل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى في هذه الدائرة ب9500 صوت، فيما احتل المرتبة الثانية بوشتى الجامعي عن حزب الاستقلال ب7000 صوت. وفي تعليقه على الانتماءات الاجتماعية للمواطنين الذين ذهبوا إلى مكاتب التصويت بهذه الدائرة، قال صلاح مبروم مدير الحملة الانتخابية لسعد الدين العثماني. «معظم الناخبين الذين صوتوا لفائدتنا يتحدرون عموما من الطبقات الوسطى، وحتى من بعض الأحياء الراقية»، «والمفاجئ بالنسبة إلينا، يضيف مبروم، هو أن بعض الأحياء الفقيرة لم نحصل فيها على أصوات كبيرة كما كنا نتوقع كحي ليساسفة الذي احتل فيه حزبنا المرتبة الثالثة»، مؤكدا أن «السبب في ذلك يرجع إلى أن بعض المرشحين في هذه الأحياء استغلوا مظاهر الفقر لشراء اصوات الناخبين». وفي دائرة عين الشق، بلغ عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية 104 آلاف ناخب بنسبة مشاركة مازالت لحد الآن غير معروفة لدى مرشحي هذه الدائرة، لكنها لن تتجاوز، حسب البعض، 22 في المائة، حصد منها مصطفى الرميد من العدالة والتنمية 7400 صوت، فيما تمكن رضوان نضال من الحركة الشعبية من احتلال المرتبة الثانية ب3000 صوت. وحسب شهادات استقتها «المساء» من مندوبي بعض الأحزاب بهذه الدوائر النيابية، فقد كان لافتا للانتباه أن الكتلة الناخبة بالأحياء الراقية، كحي كاليفورنيا وحي بولو وحي المعاريف وشارع غاندي وأحياء متوسطة بأنفا، لم يذهبوا بكثافة إلى التصويت. ف«مثلا هناك مكتب تصويت بثانوية مولاي عبد الله التي توجد بحي راق، يقول مندوب أحد الأحزاب، لم يتجاوز عدد المصوتين فيه 7 ناخبين من أصل 257 صوتا».