تمكن حزب العدالة والتنمية من احتلال المرتبة الأولى بمدينة الدارالبيضاء كبرى الحواضر المغربية وعاصمته الاقتصادية، بحصوله على 32 مقعدا بمجلس المدينة، 23 منها باللائحة الأصلية، و9 باللائحة الإضافية. يليه حزب الاتحاد الدستوري بـ 29 مقعدا، وحزب التجمع الوطني للأحرار بـ20 مقعدا، ثم الأصالة والمعاصرة بـ 19 مقعدا، فحزب الاستقلال بـ 16 مقعدا، وجبهة القوى الديمقراطية بـ 5 مقاعد، فيما احتل حزب الاتحاد الاشتراكي المرتبة الأخيرة بمقعدين، في الوقت الذي تم فيه إقصاء حزب التقدم والاشتراكية الذي لم يحصل على أي مقعد نتيجة عدم حصوله على عتبة 6 في المائة. واحتل حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى بالمقاطعات 16 لمدينة الدارالبيضاء بحصوله على 87 مقعدا بحسب النتائج الأولية (67 باللائحة الأصلية، و20 باللائحة الإضافية)، موزعة بالشكل التالي : 10 مقاعد بمقاطعة الفداء، و10 مقاعد بمقاطعة سيدي بليوط مقاطعة الحي الحسني بـ 9 مقاعد، مقاطعة المعاريف 8 مقاعد ، مقاطعة مولاي رشيد 8 مقاعد، مقاطعة سيدي مومن 6 مقاعد، مقاطعة سيدي عثمان 6 مقاعد، مقاطعة البرنوصي 5 مقاعد، مقاطعة سباتة 5 مقاعد، مقاطعة مرس السلطان 4 مقاعد، مقاطعة عين الشق 4 مقاعد، مقاطعة الحي المحمدي 4 مقاعد، مقاطعة ابن امسيك 3 مقاعد، مقاطعة عين السبع بـ 2 مقاعد، مقاطعة الصخور السوداء 2 مقاعد، مقاطعة آنفا مقعد واحد. وحل ثانيا بعد العدالة والتنمية بمدينة الدارالبيضاء، حزب التجمع الوطني للأحرار بـ 59 مقعدا، الأصالة والمعاصرة بـ 59 مقعدا، وحزب الاستقلال بـ 54 مقعدا، والحركة الشعبية بـ 39 مقعدا، ثم الاتحاد الاشتراكي بـ 4 مقاعد. وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن نتائج الانتخابات الجماعية بمدينة الدارالبيضاء، كرست هيمنة حزب العدالة والتنمية على هذه المدينة الرئيسية، في الوقت الذي انهارت فيه أخرى وخرجت من الباب الضيق، بعدما كانت المدينة في عداد قلاعها الحصينة. ويبدو أن طموحات حزب الاستقلال في قيادة الجماعة الحضرية للدار البيضاء، قد تبخرت بعد حصوله على 16 مقعدا فقط في مجلس المدينة وانتكاسة حلفائه التقليديين، بإقصاء التقدم والاشتراكية، وحصول الاتحاد الاشتراكي على مقعدين فقط. وكان حزب الاستقلال يسعى من خلال ترشيحه لوزيرة الصحة ياسمينة بادو بمقاطعة آنفا، و وزير النقل والتجهيز كريم غلاب بمقاطعة سباتة، إلى انتزاع عمادة العاصمة الاقتصادية، التي كانت قد أفلتت من بين أيديهم، بعد أن خسر كريم غلاب انتخابات عمدة مدينة الدارالبيضاء في شتنبر ,2003 التي فاز بها محمد ساجد، مرشح الاتحاد الدستوري. من جهة أخرى عرفت مدينة الدارالبيضاء أدنى نسبة مشاركة في الاستحقاقات الجماعية، إذ لم تتجاوز النسبة 29 في المائة. وكانت بوادر هذه النسبة قد بدت منذ مطلع صباح الجمعة، الأمر الذي يوحي بعزوف قياسي خاصة لدى شباب المدينة التي تتجاوز ساكنتها 6,3 مليون نسمة بحسب إحصاء سنة ,2004( 95 بالمائة منها تقطن بالوسط الحضري)، فيما تسجل حركة كثيفة لإعادة انتشار الساكنة في المجالات الضاحوية التي استقبلت في نفس المدة أكثر من 300 ألف نسمة إضافية.