انطلقت الحملة الانتخابية بالدارالبيضاء برسم استحقاقات 25 نوفمبر، بشكل خافت في غياب مشاركة أسماء لها وزنها بمختلف الأحزاب الوطنية، مما أفقدها بريقها المعتاد وجعل من الصعب التكهن بأنها ستستعيد وهجها في غضون الأيام المقبلة. فبعد مرور 48 ساعة على الانطلاقة المحتشمة للحملة الانتخابية، لم يلحظ المواطن بعد تواجد المرشحين وتواصلهم مع الناخبين، فلا احد طرق الأبواب أو قام بتوزيع المنشورات الانتخابية، وكأن الحملة لم تنطلق بعد. ويمكن إرجاع غياب المؤشرات الدالة على انطلاق السباق الانتخابي بالخصوص إلى التأخر في طبع المنشورات وإعداد اللافتات والمطويات الخاصة بالبرامج الانتخابية وكذا باقي مستلزمات الحملة الانتخابية. وفي تصريحات مختلفة استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من مرشحين للانتخابات اعتبر البعض أن الأمر لم يخرج عن السياق العادي لأن السباق الانتخابي لن يأخذ إيقاعه إلا في منتصف الأسبوع ليصل ذروته في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية. وإضافة إلى تأخر الأحزاب في النزول إلى الشارع والتواصل المباشر مع المواطنين، فإن فتور الحملة وافتقادها عنصر التشويق والإثارة مرده كذلك إلى عدم مشاركة رموز الاحزاب الانتخابية في المنافسة على المقاعد المخصصة لدوائر الدارالبيضاء، إذ سيقتصر الصراع على التنافس بين مرشحين هم أصلا ممثلون في المجالس المحلية وبين مرشحين جدد يبحثون عن موطئ قدم لهم في المشهد السياسي الوطني. فالمشهد الانتخابي بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، سيعرف فقط ترشح وزيرين تابعين لحزب الاستقلال هما ياسمينة بادو (وزيرة الصحة) وعبد الكريم غلاب (وزير التجهيز والنقل) اللذين سيشاركان في هذه الانتخابات بحثا عن ولاية ثالثة للسيدة بادو وثانية للسيد غلاب. ومن المرتقب أن تواجه بادو، التي هي أيضا رئيسة إحدى الجماعات (انفا)، منافسة قوية إلى حد ما من قبل عبد الباري بن الصديق المعروف بالزمزمي من حزب النهضة والفضيلة و وديع بنعبدالله من حزب التجمع الوطني للأحرار. وستنافس بادو في بدائرة أنفا 11 لائحة أخرى، للفوز بالأربعة مقاعد المخصصة لهذه الدائرة وكسب ثقة 244 ألف و358 ناخب ومواجهة الرئيس الحالي لمجلس سيدي بليوط كمال الديساوي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ونائبه يوسف العلمي المحمدي من الاتحاد الدستوري. وفي دائرة الفداء- درب السلطان، ستتواجه 24 لائحة على ثلاثة مقاعد بمجموع 72 مرشحا من بينهم نائب برلماني واحد (عبد الله حساني عن الاتحاد الدستوري) ومرشحتان هما فاطمة فرحات من التقدم والاشتراكية وسعاد جلال من الحزب الاشتراكي. وكذلك ستتنافس 24 لائحة بدائرة الحي الحسني على العدد نفسه من المقاعد بكتلة ناخبة تبلغ 147 الف و444 ناخب مع ترشح نائب برلماني واحد هو بوشتى الجامعي عن حزب الاستقلال. أما في دائرة مولاي رشيد، فستتنافس 21 لائحة على ثلاثة مقاعد وتضم ثلاث نواب برلمانيين من بينهم رحال جبلي من الاتحاد الدستوري وامرأتان هما خديجة ريحان من القوات المواطنة ومريم الدعلي من حزب الأصالة والمعاصرة والتي تعد أصغر مرشحة بالدارالبيضاء. في حين تعد دائرة ابن مسيك من الدوائر التي ستشهد منافسة ضعيفة بحكم عدد اللوائح المتنافسة والتي تخلو من رموز انتخابية إلا من وزير التجهيز والنقل عبد الكريم غلاب الذي سيكون المجال مفتوحا أمامه للظفر بمقعد نيابي مريح. ولن يجد غلاب في مواجهته سوى النائب البرلماني محمد جودار من الاتحاد الدستوري ورئيس جماعة سباتة والحكم السابق لكرة القدم رضوان المسعودي من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكاتب الدولة الأسبق للبيئة أحمد العراقي من الحزب الاشتراكي. وتتنافس بالحي المحمدي عين السبع وسيدي البرنوصي 23 لائحة بكل دائرة إلا أنها تخلو من أسماء بإمكانها أن تمنح سمة خاصة للحملة الانتخابية بهاتين الدائرتين. ويشارك الفائزون في انتخابات 2007 ، حسن بنعمر من حزب التجمع الوطني للأحرار وعبد العزيز العماري من العدالة والتنمية ومحمد البشير بشيري الذي فاز تحت يافطة حزب الاتحاد الدستوري لينتقل إلى حزب العمل، من جديد في هذه الاستحقاقات للتنافس حول الأربعة مقاعد المخصصة لدائرة كاريان سنطرال. أما في البرنوصي فيتنافس أحمد بريجة من الأصالة والمعاصرة وأحمد عموري من جبهة القوى الديمقراطية ومحمد يتيم من العدالة والتنمية وهو النائب البرلماني عن بني ملال في انتخابات 2007. وفي عين الشق، يوجد برلماني واحد فقط ضمن لائحة المرشحين ويتعلق الأمر بعبد الحق شفيق وكيل لائحة الحركة الشعبية والذي يبحث عن ولاية جديدة في استحقاقات تعرف مشاركة امرأتين بهذه الدائرة هما ثورية مشكور عن الحزب الليبرالي المغربي ونورية لحلو عن حزب البيئة والتنمية المستدامة.