فككت مصالح الأمن في سيدي معروف، خلال الأيام الأخيرة، عصابة تتاجر في رفات الموتى لأغراض السحر والشعوذة، وذلك بعد استخراجها من المقبرة الإسرائيلية في المدينة القديمة بالدارالبيضاء. وجاء إلقاء القبض على شخصين مشتبه فيهما بعد نصب كمين محكم لهما من قبل العناصر الأمنية التي كانت قد توصلت، في وقت سابق، إلى معلومات تفيد بوجود تحركات مشبوهة لشخصين يعرضان سلعة خاصة جدا، مقابل ثمن يقدر بآلاف الدراهم. السلعة هي عظام الموتى من أتباع الديانة اليهودية، التي يسود اعتقاد لدى السحرة بصلاحيتها وفعاليتها في أعمال الشعوذة؛ وحيث إنه كذلك يعتقد، فقد تفتقت عبقرية الشابين، اللذين ألقي عليهما القبض، عن فكرة نبش القبور واستخراج العظام في مرحلة أولى، تليها مرحلة البحث عن الطرف المشتري، الذي غالبا ما يكون موجودا في الأسواق الشعبية كسوق «اجميعة» المعروف بسوق العشابة لدى سكان الدارالبيضاء. لم تعترض الفاعليْن أية صعوبات تذكر في عملية تصريف العظام الآدمية التي كانا يحملانها في أكياس بلاستيكية ويتجولان بها في مختلف شوارع العاصمة الاقتصادية؛ وتمكنا منذ استخراج الرفات من إنجاز ثلاث عمليات بيع في نقط مختلفة، مما أكسبهما نوعا من الثقة والاحترافية وجعلهما يفكران في التنقل بعيدا عن وسط المدينة، فاختارا حي سيدي معروف كمحطة رابعة لترويج بضاعتهما. هنالك، في الحي المذكور الذي اعتقدا أنه بعيد عن العيون، وفي الموعد المحدد سلفا لإنجاز المهمة، كان رئيس الفرقة الجنائية للشرطة القضائية في المنطقة الأمنية عين الشق قد أتم، رفقة عناصره، بناء خطته التي تقضي بضبط المشتبه فيهما في حالة تلبس، درءا لكل لبس قد يشتت عناصر القضية ويصعب أمر تفكيكها؛ وما هي إلا لحظات حتى حددت أوصاف الشابين، اللذين حضر أحدهما لتسليم البضاعة، فيما ظل الآخر يراقب من بعيد وينتظر عودة رفيقه ومعه القيمة المالية الكبيرة، التي وُعدا بالحصول عليها نظير جلبهما لتلك «السلعة الخاصة». فوجئ البائعان عندما وضعت الأصفاد في أيديهما واقتيدا إلى بناية الأمن، فانهارا بسرعة أمام قوة الأدلة، فضلا عن حالة التلبس، وراح كل طرف منهما يحكي للعناصر الأمنية، على انفراد، قصة ولوجه عالم الجريمة. لقد كان الشابان الموقوفان يعملان في المقبرة الإسرائيلية بالدارالبيضاء، وتتوزع المهام بينهما بين ترميم القبور وإزالة الأعشاب عنها؛ وحيث إن علاقة قرابة تجمع بينهما، إلى درجة أن أحدهما، المسمى (أ.ع)، هو من توسط للآخر، المسمى (ن-م)، قصد العمل إلى جانبه، وحيث إن الحديث يدور كل يوم عن علاقة عظام الموتى اليهود بأعمال السحر -يقول (ن.م) الذي يشير سجله العدلي إلى قضائه سنتين حبسا بتهمة الاغتصاب، في تصريحه للشرطة القضائية- فقد جرى التفكير في نبش القبور واستخراج العظام منها، وذلك لحظة التظاهر بترميمها، ويضيف المتحدث أن قريبه وافق على الفكرة، فشرعا معا في تنفيذها.