وجد عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، نفسه في مواجهة مرشحين منافسين ينتمون إلى تحالف أحزاب مجموعة الثمانية، بعد أن كان هناك اتفاق بين قيادات «جي 8» على عدم مزاحمة بنعتيق في دائرته الانتخابية. وحسب المعطيات التي توفرت ل«المساء» من مصادر حزبية، فقد أقدمت كل من أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والنهضة والفضيلة على تقديم مرشحين لمنافسة بنعتيق في سباق الفوز بأحد المقاعد الثلاثة المخصصة لدائرة بزو وواويزغت، فيما فضل حزب الأصالة والمعاصرة الالتزام بالتعهد الذي قطعه التحالف على نفسه بدعم ترشيح بنعتيق، بعدم منح التزكية لأي مرشح باسم الحزب. ووفق المعطيات ذاتها، فإن بنعتيق سيجد نفسه في معركة 25 نونبر الجاري بدائرة بزو، التي تضم 26 جماعة قروية، وبلدية أزيلال، و3 دوائر إدارية هي أفورار وواويزغت وأبزو، في مواجهة منافسين له خاصة من التحالف الذي ينتمي إليه، بعد أن رشح حزب الأحرار البرلماني، صالح ديان، المطرود من صفوف حزب الأصالة والمعاصرة، وكيلا للائحة الحزب، وحزب الاتحاد الدستوري المهندس مولود بركايو، رئيس جماعة أبزو، على رأس لائحته، فيما رشح حزب النهضة والفضيلة زروال من منطقة آيت عتاب. واعتبرت مصادر حزبية متابعة إخلاف أحزاب التحالف لوعدها بدعم بنعتيق، دليلا آخر على تناقضات تحالف «جي 8» وصعوبات التنسيق بينها انتخابيا، والتي وصلت إلى حد استقطاب أحزاب وممارستها للضغوط على مرشحي أحزاب أخرى في التحالف، كما كان الحال بالنسبة إلى حزب الأحرار الذي حاول استقطاب مرشحين حركيين وأجبر بعضهم على التخلي عن ترشيحهم بمدينة الدارالبيضاء، دون أن تستبعد المصادر نفسها أن يكون لذلك انعكاس سلبي على العلاقة بين التحالف المكون من أحزاب يمينية ويسارية وإسلامية. مصدر حزبي من تحالف «جي 8» أرجع عدول بعض أحزاب التحالف عن اتفاق سابق بدعم ترشيح الأمين العام للحزب العمالي بسحب ترشيحات مرشحيها بدائرة بزو لتعبيد الطريق أمامه للوصول إلى قبة البرلمان، إلى «توازنات سوسيو إثنية» تخص منطقة بزو وواويزغت، لافتا إلى أن التصويت في تلك المنطقة والحسم في نتائج الانتخابات يكون في غالب الأحيان مرتبطا بالانتماء القبلي. المصدر نفسه اعتبر أن لجوء أحزاب في التحالف لمنح التزكية لمنافسين لبنعتيق في دائرته مرده «الإحراج الذي وجدت بعض الأحزاب نفسها فيه أمام الضغط التنظيمي»، لافتة في حديثها إلى «المساء» إلى أن الحديث عن تصويت سياسي والتنازل عن الدوائر ممكن التحقق في المدن على خلاف البوادي والمناطق الجبلية حيث تتحكم التوازنات السوسيو إثنية». إلى ذلك، قال الأمين العام للحزب العمالي، تعليقا على دفع حلفائه في التحاف من أجل الديمقراطية بمرشحين منافسين له بعد أن كان هناك اتفاق مسبق بدعمه: «لم يسبق أن كان هناك أي اتفاق بدعمي من قبل التحالف لأن نمط الاقتراع لا يسمح بتاتا بأي مبادرات تجميعية وتنسيقية»، مشيرا في اتصال مع الجريدة إلى أن «الأمر يتعلق بمبادرات حزبية خاصة ترتبط بقناعات كل حزب على حدة. وعلى كل حال، فالساحة مفتوحة أمام المنافسة الشريفة». من جهته، اكتفى قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة بالقول إن حزبه يدعم مرشحي أحزاب «التحالف من أجل الديمقراطية» في الدوائر التي لا يشارك فيها، بكل ما أوتي من قوة تجسيدا منه لمبادئ التحالف، وتعبيرا منه عما وصفه بقيم التعاون السياسي النبيل. وأشار إلى أن «البام» قرر عدم الترشح في سبع دوائر انتخابية على الصعيد الوطني فاسحا المجال لحلفائه. ويواجه بنعتيق، المتحدر من جماعة فم الجمعة بإقليم أزيلال، في سباق الحصول على مقعد برلماني بدائرة بزو وواويزغت صراعا مريرا ومنافسة مرشحين أقوياء من أبرزهم برلماني حزب الاستقلال لثلاث ولايات سابقة، إبراهيم الحسناوي، الذي لا تستبعد مصادر من الدائرة أن يكون أكبر مستفيد من «تشتيت» أصوات الناخبين بين مرشحي التحالف من أجل الديمقراطية، لانتزاع مقعد برلماني للمرة الرابعة. كما سيواجه بنعتيق منافسة من البرلماني السابق ورئيس المجلس الإقليمي لأزيلال, خلا السعيدي، الذي ترشح كمستقل، ومن مولود بركايو، رئيس جماعة أبزو، والأستاذ الجامعي باسو بن خلوق، والبرلماني موحى أمراغ، والبرلماني صالح ديان.