تسود أجواء من الاحتقان بين طلبة الكلية متعددة الاختصاصات في خريبكة على خلفية المواجهة التي دارت، نهاية الأسبوع الماضي، بين الطلبة اليساريين والإسلاميين، إثر إلقاء لحسن الداودي، القيادي في العدالة والتنمية، عرضا حول «الوضع الاقتصادي بالمغرب». وقد جاء في تصريحات طلبة اليسار التقدمي أنه في اليوم الموالي لإلقاء العرض، الذي دار حول الاقتصاد بالمغرب والمشاكل التي تعوق نموه، عرفت الكلية متعددة الاختصاصات في مدينة الفوسفاط ما تم وصفه ب»إنزال قوي» لمجموعة من الغرباء عن الحرم الجامعي، قدموا من مدن بعيدة كفاس ومكناس وسطات، ودخلوا في مواجهة مع الطلبة «للانتقام» من المتحرشين بالأستاذ المحاضر. أما طلبة منظمة التجديد الطلابي، المحسوبين على التيار الإسلامي، فقد رأوا في تصادم يوم الجمعة الأخير محاولة ممن وصفوهم ب»الخصوم السياسيين» لإفشال المنتدى المحلي للمنظمة، الذي استضاف لحسن الداودي بوصفه أستاذا جامعيا لا بصفته القيادية داخل العدالة والتنمية. وقد أكد محمد صحيح، الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي في خريبكة، في اتصال أجرته معه «المساء»، رفض عمادة الكلية استقبال العديد من الأسماء التي كانت مقترحة لإحياء ندوة كانت هي الأخرى بعنوان «المغرب إلى أين؟»، من قبيل عبد الهادي خيرات وعبد العزيز أفتاتي، مضيفا أن لحسن الداودي تعرض لتحرشات لفظية من قبل طلبة اليسار الذين اتهموه بالدعاية الانتخابية. وعند بلوغ الشنآن هذا الحد، لم يكن هناك بد من تدخل الجهة المنظمة للسهر على سلامة اللقاء، يقول المسؤول الطلابي، الذي تابع قائلا إنه تمت محاصرة باب الكلية في اليوم الموالي من طرف من وصفهم ب»البلاطجة». وحضرت الشرطة إلى عين المكان وعملت على مرافقة الطلبة المستهدفين، مانعة طلبة فصيل اليسار التقدمي والمتعاطفين معهم من الاحتكاك بخصومهم، يقول محمد صحيح الذي حمل المسؤولية لعمادة الكلية، شأنه في ذلك شأن طلبة اليسار الذين اتهموا عميد المؤسسة بعدم التدخل لقف ما وصفوه ب»الاعتداء» عليهم.