انهارت، صباح يوم أمس الاثنين، بناية مهجورة مكونة من طابقين، بشارع جامع الشلوح، بزنقة «زيزونة» بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء، ولم يسفر الحادث، حسب الساكنة، عن أي ضحايا. وأجج الحادث غضب السكان، الذين اجتمعوا حول البناية المنهارة، منددين بالحادث وبتجاهل السلطات المحلية لمعاناتهم، خاصة أنهم سبق أن قدموا عدة شكايات بخصوصها إلى الجماعة الحضرية بسيدي بليوط، لكن شكاياتهم ظلت مجرد حبر على ورق ولا أحد استمع إلى معاناتهم، حسب مجموعة من السكان. وقد تمكن أحد المارة من إنقاذ أحد الأطفال، الذي كان يلعب بالقرب من البناية المهجورة قبل سقوطها، حينما تدخل وحال دون سقوط أحد أجزائها فوق رأسه، ويفكر السكان، مجتمعين، في توقيع عريضة استنكارية وإرسالها إلى رئيس الجماعة الحضرية قصد التدخل لإنقاذ حياة السكان المهددة بناياتهم بالانهيار. وكانت جدران البناية، حسب شهادات السكان، قد بدأت بالتساقط تدريجيا في الأيام الماضية، قبل أن تسقط بالكامل وتخوف المتضررين من مغبة سقوط باقي البنايات المتآكلة بالأحياء المجاورة، التي أًصبحت تشكل في نظرهم خطرا محدقا بهم وبأولادهم، خاصة أن منهم من مازال يقطن بعضها، في ظل انعدام مأوى يؤويهم، حيث يقول أحد سكان الحي: «نفضل البقاء فيها حتى لو سقطت فوق رؤوسنا، المهم ساكنين». فأغلب السكان، ممن التقتهم «المساء»، أصبحوا مهددين في حياتهم بسبب تقادم هذه البنايات، التي تعود إلى عهد الاستعمار، معاناة تزداد، حسب السكان، في فصل الشتاء، حيث تشكل الأمطار بالنسبة إليهم هاجسا يقض مضجعهم، على اعتبار أن غزارتها تؤدي إلى انهيار هذه المنازل، التي تعد المهجورة منها قبلة للمشردين والمتسكعين.