مسلسل انهيارات «سقائف» بعض العمارات القديمة بالمدينة، وبالضبط بمقاطعة سيدي بليوط، لا يتوقف عن الاستمرار.. فبعد الانهيارات التي وقعت في ملتقى «شيمي كولور» في اتجاه زنقة خريبكة، فوق مقهى «زانجبار»، وفي زنقة 11 يناير، وفي الزنقة المتواجد بها المقاطعة الحضرية الثالثة، وفي بعض العمارات بشارع رحال المسكيني.. وفي غيرها من الأماكن في تواريخ مختلفة سابقة، سجلت صباح يوم السبت الماضي في الساعة الحادية عشرة و الربع، حالة مماثلة بشارع رحال المسكيني - أيضا - كادت أن تزهق على إثرها أرواح مواطنين، لا ذنب لهم في ذلك إلا الصدفة التي دفعتهم إلى التواجد في الزمان والمكان «المناسبين».. الصدفة كانت هي مرور رجل سبعيني - حارس عمارة بالحي - بقرب من صيدلية تعلوها سقيفة إسمنتية، موضوع الحادث، يعود تاريخ بنائها إلى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث، انهارت، فجأة، تلك السقيفة بدون إنذار مسبق، كانت خلاله الألطاف الربانية متحكمة في مصير حياته، عندما هوى جزء من السقيفة، الذي يزن «أطنانا»، بشكل دائري، ودفع به مباشرة نحو باب الصيدلية، داخل الصيدلية، ليصاب على إثرها على مستوى الكتف، حيث نقل على وجه السرعة من طرف عناصر الوقاية المدينة نحو مستشفى ابن رشد، حسب ما أفاد به العديد من السكان المجاورين.. الحدث المأساوي، في ذات المكان، لم يقف عند هذا الحد، فقد شهدت نفس العمارة على مستوى الطابق الخامس انهيار جزء بسيط من شرفة مساء الجمعة، ليلة الحادث، لم يخلف أية ضحية باعتبار أن الانهيار ذاك وقع في وقت متأخر من الليل.. تكرار حالات مماثلة، بشكل مسترسل، في مقاطعة سيدي بليوط أخذ يطرح أكثر من سؤال حول صلابة بعض البنايات، و بالضبط سقائفها التي أضحت تهدد ساكنة المنطقة بصفة خاصة والمارة بصفة عامة، خصوصا وأن المنطقة تعرف رواجا تجاريا ومروريا مهما، بحكم تواجد العديد من المحلات التجارية، وكذا حول التدابير التي ينبغي أن تشرع السلطات المسؤولة في اتخاذها للحد من هذه الانهيارات، للحد من شبح الخوف الذي يسيطر على كل مار من تحت سقيفة إسمنيتة بسيدي بليوط ..