كيف قبلتم، كحزب يساري، الانضمام إلى التحالف الثماني؟ لقد جمعنا بباقي المكونات نقاشٌ طويل حول الوضع الدولي والحراك الاجتماعي الذي تشهده بلادنا، وخلصنا إلى أن هناك في المغرب تعددية حزبية دون أن توجد تعددية سياسية، كما وجدنا بين الأحزاب المشكلة الآن لائتلاف الثمانية تقاربا على مستوى البرامج، وتقاربا في الرؤية للوضع الوطني والدولي وللتعاطي مع الانتظارات الشعبية الضاغطة، وتقاربا في تصنيف الأولويات، خصوصا بعد التصويت على الدستور. في هذا السياق، قبلنا الانضمام إلى هذا الائتلاف الذي لم تمله علينا أجندة انتخابية، بل أملته الرغبة في صياغة برنامج مجتمعي طموح يستمر إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة. لكن، أليس هذا تحالفا هجينا بجمعه ليساريين وإسلاميين و«إداريين»؟ أولا، اليوم، نظرا إلى مرور السنين، لم يعد ثمة مجال للحديث عن حزب إداري وآخر نابع من الشعب. كما أننا، بهذا الائتلاف، أردنا أن نتجاوز منطق الصراع بين الأحزاب الذي لا يفيد المغرب في شيء؛ ففي الهند وبلغاريا وغيرهما من الدول اجتمعت أحزاب ذات توجهات مختلفة، في مرحلة احتاجت فيها البلاد إلى ذلك.. والمغرب الآن يجتاز مرحلة عصيبة تتطلب مثل هذا الائتلاف. أليس غرض «البام» من هذا التحالف هو توزيع فائض الأعيان الذين يتوفر عليهم على أحزابكم الصغيرة، لضمان أغلبية مريحة في الانتخابات المقبلة؟ هذا الطرح غير وارد تماما في الورقة التأطيرية التي صرحنا بها قبل 15 يوما؛ ففي هذا الائتلاف كل حزب سيحتفظ بمرشحيه، ثم إن الترحال السياسي أصبح الآن ممنوعا، فالذي سيترشح مع حزبه سيكون ملزما بالبقاء ضمنه، وإلا فإنه سيتعرض لعقوبات. ومن جهة أخرى، فنحن لن نتقدم بمرشحين مشتركين، بل الوارد هو أن نتعاون في ما بيننا في بعض الدوائر. عبد المجيد بوزوبع - الأمين العام للحزب الاشتراكي