«المدينة المتوسطية كموضوع للقراءة ومجال للحياة: الفضاءات الحضرية ذات القيم الثقافية» كان موضوعَ الندوة المُنظَّمة من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش. ويشارك في هذه الندوة الدولية، المنظَّمة بتعاون مع مختبر البحث والثقافة والتراث والسياحة، التابع لهذه المؤسسة الجامعية، وجامعة خاين، الإسبانية، مجموعة من الباحثين والمتخصصين، مغاربة وأجانب، في المجالات المرتبطة بالآداب والثقافة والفضاءات الحضرية المتوسطية. وأكدت وداد التباع، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مراكش، أن مشروع «المجالات الأدبية المتوسطية: القيّم الثقافية»، الذي انطلق سنة 0102 بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون، أن التعاون المشترَك بين الباحثين من جامعتي القاضي عياض وخاين الإسبانية مكّنَ من تسليط الضوء على ثقافة البحر الأبيض المتوسط في الوقت الذي أصبحت الحدود أكثر إحكاما، حيث كانت المنطقة المتوسطية، على الدوام، مفترقا للطرق وللتبادل الثقافي والمعرفي . وأضافت التباع، في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، أن انعقاد هذا الملتقى الدولي في المدينة الحمراء يترجم الكثير من القيّم التي يجب الحفاظ عليها في المنطقة المتوسطية، والتي «نُسيّت» بفعل الزمان، مبرزة، في هذا الإطار، أن موضوع هذا اللقاء يدل على الانسجام والتواصل، الذي كان قائما منذ قرون بين الضفتين، من خلال الأفكار والتقنيات والمعارف ومخيّلة الكتاب والشعراء والمهندسين المعماريين والفنانين. وبعد أن استعرضت الجوانب المشترَكة بين البلدان المتوسطية، والمتمثلة في المدينة المزدحمة والحديقة والرياض والمياه والأشجار والزهور والمنازل والأماكن العامة.. أوضحت التباع أن «مدينة مراكش كانت نقطة انطلاق لطراز مُعيَّن من التخطيط الحضري في العهدين المرابطي والموحدي»، أي ما بين القرنين ال11 وال21. ومن جانبه، أبرز عبد الحي صديق، عن اللجنة المنظمة، أن «التعاون القائم بين الجامعتين يتم بفضل الإرادة المشترَكة لمجموعات البحث»، مبرزا، في هذا الصدد، أن «مشروع «المجالات الأدبية المتوسطية»، الذي يحظى بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون دليل على الإرادة الحقيقية المشترَكة بين الجانبين لتطوير المشروع والسير قدما في إغناء الآداب والثقافة في البحر الأبيض المتوسط».