انطلقت، صباح أمس الأحد، بساحة جامع الفنا، قلب مدينة مراكش، الأيام الثقافية، التي ستستمر على مدى أسبوع، احتفالا بالذكرى العاشرة لإعلان الساحة تراثا شفويا للإنسانية، من طرف منظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو). وقالت وداد التباع، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض، خلال ندوة صحفية، نظمت مساء أول أمس السبت، لاستعراض برنامج الاحتفال، إن ساحة جامع الفنا ستظل مظهرا جوهريا من مظاهر التراث الشفوي الإنساني، وتصنيفها كتراث شفوي للإنسانية كان تتويجا لحضورها الثقافي والحضاري عبر امتداد عميق في التاريخ، جسد قيم التعايش بين الثقافات. وأضافت التباع، في كلمة لها، بأن اختيار ساحة جامع الفنا، ومنحها صفة العالمية، تكريم للذين صنعوا الفرجة فيها عبر مختلف العصور. وأكد أحد المتدخلين أن رواد الحلقة وصانعي الفرجة بساحة جامع الفنا سيمنح لهم تعويض مادي، حدد في مبلغ 200 درهم يوميا، طيلة أيام الاحتفال، في الوقت الذي أكد بعض المهتمين بالتراث الثقافي بالمدينة الحمراء ضرورة إيجاد طريقة لمنح الحلايقية مساعدات مادية لتحفيزهم وتشجيعهم على الإبداع، وإعادة الاعتبار لرواد الساحة، الذين ساهموا بشكل كبير في تصنيف الساحة كتراث شفوي للإنسانية. ويتضمن برنامج التظاهرة، المنظمة من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض، ومندوبية الثقافة، والمجلس الجماعي، وولاية مراكش، وجمعية تراثيات مراكش، بتنسيق مع مختلف فعاليات المجتمع المدني بالساحة، وبتعاون مع مفتشية المباني التاريخية والمواقع في مدينة مراكش، تنظيم معرض لمختلف الصور النادرة لساحة جامع الفنا، لإطلاع الزوار المغاربة والأجانب على المحطات التاريخية، التي مرت منها الساحة العفوية، والوجوه الكثيرة، التي تعاقبت عليها عبر تاريخها الطويل، أمثال امبارك "الكوشي"، والشرقاوي "مول الحمام"، ومولاي أحمد "حمقة"، والبشير "دكتور الحشرات"، ومولاي عبد السلام "الصاروخ"، وكبور "مول البيشكليت"، وعمر "ميخي" وغيرها من الأسماء التي ساهمت في التعريف بساحة جامع الفنا. وستنظم على هامش الاحتفال بالذكرى العاشرة لتصنيف الساحة ضمن روائع التراث الشفوي للإنسانية، الذي رصدت له ميزانية، حددتها مصادر مطلعة في 70 مليون سنتيم، أنشطة ثقافية متنوعة، لكشف مميزات الساحة ووظائفها، حسب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي عاشتها مدينة مراكش منذ عهد الدولة المرابطية، في القرن الثاني عشر الميلادي، إضافة إلى التحسيس بضرورة المحافظة على هذا الموروث الحضاري، الذي ارتبط بتاريخ مدينة مراكش، عبر مختلف العصور. "ماتقيش بلادي"، و"لا للإرهاب"، ضمن شعارات ستكون حاضرة في الاحتفال، بعد العملية الإرهابية، التي استهدفت مقهى "أركانة"، يوم 28 أبريل الماضي، وسيسعى رواد الحلقة بساحة جامع الفنا إلى توجيه رسالة للإرهابيين، مفادها أن الشعب المغربي، وضمنه المراكشيون، يرفض كل أشكال الإرهاب، وينددون بكل عمل يراد من ورائه المس بأمن وسلامة واستقرار المغرب، وأن الإرهاب لن يوقف كل أنواع الفرجة، التي توجد في ساحة جامع الفنا المتميزة، خلال حفلات فنية سيحييها رواد الحلقة، وصانعو الفرجة طيلة أيام الاحتفال.