رئيس جامعة القاضي عياض: الدستور الجديد يعد طفرة نوعية في تاريخ المغرب الحديث مشاركون يؤكدون على دور الجامعة في مجال التكوين والبحث العلمي والتربية على قيم المواطنة أكد رئيس جامعة القاضي عياض عبد اللطيف الميراوي أول أمس الاثنين بمراكش، أن الدستور الجديد يعد «طفرة نوعية» في تاريخ المغرب الحديث. وأضاف الميراوي في كلمة له خلال حفل اختتام فعاليات الدورة الثالثة للجامعة الصيفية، أن كل المغاربة مدعوون للمساهمة في هذا التغيير الايجابي الذي تعرفه المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن الدستور الجديد رسم معالم بناء مجتمع ديمقراطي حداثي. وذكر في هذا الصدد، بالدور الهام الذي يضطلع به أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، سواء في النهوض بالاقتصاد الوطني أو مساندة القضاياه الكبرى للمملكة كل من موطن هجرته، مشددا على ضرورة استمرار هذه الروح الوطنية العالية. من جهتها، قالت ممثلة الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج غيثة المدغري العلوي، إن الجالية المغربية بالخارج تعد سفيرة للمملكة في بلدان الإقامة، مما يتطلب من أفرادها العمل على إعطاء الصورة الحقيقية للمغرب والتعريف بمدى غنى وتنوع الثقافة والتراث بالمملكة، مشيرة إلى أن الجامعة الصيفية شكلت بالنسبة لهؤلاء الشباب فرصة للتعرف مجددا وعن قرب على الثقافة المغربية. من جانبه، أكد مراد المعلم المقيم بفرنسا وأحد المشاركين في هذه الدورة، أن الجامعات الصيفية تشكل حدثا هاما لكونها تمكن بعض المغاربة المقيمين بالخارج من العودة إلى المغرب واكتشاف التطور الذي حققته المملكة في عدد من المجالات، داعيا إلى ضرورة العمل على استمرارية هذا النوع من التظاهرات. وقال «لقد حظينا بفرصة المشاركة في عدد من الندوات التي مكنتنا من الإحاطة» بعدد من المشاريع التي باشرها المغرب، من ضمنها الإصلاحات الدستورية، والجهوية وحقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية السوسيو اقتصادية. وكان فوج من شباب مغاربة العالم قد قام بزيارة لمدينة مراكش في إطار الدورة الثالثة للجامعات الصيفية التي نظمت بسبع جامعات مغربية بمشاركة 500 من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج. وشارك هؤلاء الشباب خلال مقامهم بالمدينة الحمراء (من 15 إلى 25 يوليوز الجاري) في عدد من اللقاءات التفاعلية التي تناولت مواضيع همت على الخصوص «المرأة المغربية في المثل الشعبي» و»الجهوية الموسعة والاصلاحات الدستورية بالمغرب» و»المشاريع الكبرى بالمغرب» و»مشروع الحكم الذاتي بالصحراء المغربية» و»تاريخ الهجرة المغربية». كما تضمن برنامج هذا الفوج الذي ضم 89 شابا وشابة، زيارة لأهم المعالم التاريخية التي تزخر بها مدينة مراكش من بينها ساحة جامع الفنا وحدائق المنارة وقصر الباهية، علاوة على تنظيم دوري الجامعات الصيفية لكرة القدم داخل القاعة بالمركب الرياضي الجامعي بمشاركة عشرة فرق. وفي نهاية هذا الحفل، تم تسليم كأس الدوري والجوائز وهي عبارة عن أقمصة للمنتخب المغربي على الفرق المحتلة للمراتب الثلاثة الأولى. وبالرباط تميز الحفل الختامي لهذه التظاهرة بتقديم باقة من الأغاني خاصة من ريبرتوار المجموعة الخالدة «ناس الغيوان»، أمتعت الجمهور الحاضر من عشاق هذا اللون الغنائي الأصيل. وتروم الجامعة الصيفية، التي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (جامعة محمد الخامس- أكدال)، بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج من 15 إلى 25 يوليوز الجاري، تحت شعار «الجامعة المواطنة»، ترسيخ مبدأ ثقافة التضامن والمشاركة وفتح فضاء للحوار الفعال بين الطلبة المشاركين حول القضايا التي تستأثر باهتمامهم. وتضمن برنامج الدورة مناقشة مواضيع همت بالأساس «الدستور الجديد وتحديات مستقبل المملكة المغربية»، و»حقوق الإنسان وثقافة الديمقراطية»، و»تاريخ المملكة المغربية»، و»السينما وحرية التعبير» و»السياسات الثقافية في المغرب». وشارك في هذه الدورة أساتذة باحثون وفاعلون سياسيون وجمعويون منهم المؤرخ محمد كنبيب والبرلمانية مباركة بوعايدة والأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار. و قال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط عبد الرحيم بنحادة، أن دور الجامعة لا يقتصر فقط على مجال التكوين والبحث العلمي وإنما يتخطاه إلى التربية على قيم المواطنة. وأشار إلى أن «الجامعة المواطنة» تنظم سنويا بتعاون مع «المؤسسة الإسبانية خوليو مليون للمسرح المتوسطي» لقاءات حول حوار الضفتين، وهي عبارة عن مهرجان يجتمع فيه شباب مغاربة وإسبان، من أجل التعارف وتجاوز الصور النمطية. وأكد بنحادة أن الغاية من تنظيم هذه الجامعة تكمن في إطلاع الشباب القادم من مختلف دول العالم على الأوراش المفتوحة بالمغرب وعلى مواطن الذاكرة بالمملكة، وذلك لكي يكونوا «خير سفراء للمغرب».