قرر مجلس مدينة الدارالبيضاء، مساء أول أمس الاثنين، تأجيل دراسة النقط المتعلقة بالمشاريع الكبرى بالعاصمة الاقتصادية، إلى حين مناقشتها داخل اللجان، بعدما أبدى مستشارو المجلس، الذي انعقد لأول مرة في هذه السنة في غياب عمدة البيضاء محمد ساجد، عدة تحفظات حول السومة العقارية للأراضي التي تدخل ضمن مشروع ملتقى سيدي معروف، وكذا بسبب الغموض الذي يلف بعض النقط المتعلقة بهذه المشاريع. ولم تخل الدورة الاستثنائية لأول أمس الاثنين من بعض المناوشات بين أعضاء بالمكتب ومحسوبين على المعارضة بسبب تأخر انعقاد الدورة لأزيد من ساعتين كي يكتمل النصاب القانوني. إذ أعلن النائب الأول لعمدة البيضاء أحمد بريجة حوالي الساعة الخامسة مساء انطلاق أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس المدينة بعد تعثر انعقاد كل دورات المجلس العادية خلال السنة الجارية. ووضع مستشارون من الأغلبية والمعارضة عدة علامات استفهام حول مسطرة إنجاز المشاريع الكبرى المدرجة ضمن نقط جدول أعمال الدورة الاستثنائية، التي حضرها الكاتب العام لولاية جهة الدارالبيضاء، منها النقطة المتعلقة باقتناء أراضي الخواص لإنجاز مشروع ملتقى سيدي معروف بحوالي 7 مليارات و710 ملايين سنتيم، وهو ما يناهز حوالي 13 ألف درهم للمتر المربع. وقال عبد الحق شفيق، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية وعضو مجلس المدينة، إن النقط المتعلقة باقتناء الأراضي الداخلة في مشروع ملتقى سيدي معروف بحوالي 8 مليارات سنتيم تحتاج إلى إعادة الصياغة. وأوضح شفيق أن النقط السادسة تتحدث عن اقتناء أراض، وأن عملية الاقتناء تخضع للبيع والشراء وكذا عملية السمسرة، فيما تتحدث نقطة أخرى عن نزع الملكية، مضيفا أن نزع الملكية تشرف عليه العديد من السلطات المختصة، بالإضافة إلى مجلس المدينة. وقال مصطفى بنان، عضو فريق العدالة والتنمية (أغلبية) والنائب الأول لرئيس مقاطعة عين الشق، إن التقديرات المالية الخاصة ببعض المشاريع تثير الكثير من التساؤلات، مؤكدا على ضرورة إحداث لجان لتتبع المشاريع الكبرى وفرض رقابة المجلس على طريقة تدبير هذه المشاريع. كما طالب بترك الدورة مفتوحة لمدة 7 أيام كاملة وإحالة الملفات التي تحتاج إلى نقاش لدراستها داخل اللجان. وقال إن مقاومة الفساد لا يمكن أن تأتي إلا من خلال ضبط أملاك الجماعة ومراجعة عقود الكراء، وكذا تحريك المساطر القانونية ضد المفسدين. وفجر رضوان المسعودي، رئيس مقاطعة ابن امسيك عن حزب الاتحاد الدستوري (حزب العمدة ساجد)، عدة معطيات جديدة حول مشروع ملتقى سيدي معروف، موضحا أنه سبق للدولة أن نزعت ملكية تلك الأراضي ولم يتم تعويض السكان، فيما يعتزم المجلس الآن اقتناء تلك الأراضي وبأثمنة خيالية. واعتبر المتحدث غياب العمدة ساجد عن الدورة بأنه بمثابة استهتار بالمجلس. أما حسن أقفيش، عن حزب الأصالة والمعاصرة، فتساءل عن السومة العقارية التي وضعتها لجنة تقويم العقارات، وقال إن أرض «سوق إفريقيا» لم تتجاوز قيمة المتر المربع بها سوى 300 درهم بعد نزع ملكيتها، رغم النزاع القضائي حولها. كما أن أرض شركة «سوكوب» بملتقى الوادي الصغير مع شارع برشيد لم تتجاوز قيمة المتر مربع فيها بعد نزع ملكيتها 1200 درهم مربع، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن 13 ألف درهم للمتر المربع بالأراضي التي تدخل في مشروع ملتقى سيدي معروف، يضيف أقفيش. بدوره أكد مصطفى رهين، عضو مجلس المدينة (بدون انتماء سياسي)، على أن المجلس على استعداد للمصادقة على النقط المتعلقة بدعم جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، وطالب في المقابل بضرورة إطلاق إشارات قوية للشارع وللبيضاويين من أجل الشروع في محاربة سرطان المال العام، الذي بدأ ينخر عدة قطاعات بالمدينة. وقال رهين إن المجلس لم يصوت على الحساب حتى يقبل ببرمجة الفائض المالي.