لم تفلح الدورة الاستثنائية لمجلس مدينة الدارالبيضاء في رأب صدع المدينة الذي بات يتردد صداه بين حيطان مقر ولاية الدارالبيضاء منذ أزيد من سنة، أضحت معها مصالح المدينة تسير خارج المساطر القانونية وبعيداً عن كل تدبير عقلاني. دورة أول أمس التي دعا إليها الوالي حلب، أعلنت عملياً نهاية تسيير محمد ساجد للشأن البيضاوي، بعدما ظل داخل مكتبه ومنع من ترؤس الجلسة، وهو اتفاق سرب قبل انعقاد الدورة بساعات، إذ اتفقت كل الأطراف على أن ساجد غير مرغوب فيه خلال الدورة وغير الدورة، كما صرح أحد الأعضاء: «جيء به غريباً عن المدينة وأطيح به وهو غريب». الدورة التي انعقدت متأخرة بعدة ساعات عن الموعد المحدد لها، بسبب تلكؤ الأعضاء في التوقيع على ورقة الحضور مع اشتغال الهواتف الساخنة، بحثاً عن الأعضاء، اتهم فيها حتى بعض العمال والنافذين الذين استشعروا خطورة فشل انعقاد الدورة، خاصة وأن هواتف «»ماما» « كانت تذهب في اتجاه عرقلة الدورة بكل السبل وماما مصطلح جديد أضحى يروج داخل المجلس بحكم أن جهة نافذة في البلاد تحمي أطرافاً جديدة بكل السبل من أجل السيطرة على المدينة. انطلقت الدورة تحت إيقاع شعارات تطالب برحيل ساجد فوراً ،واتهامه أمام أسماع نوابه خاصة من البام والبيجيدي وممثلي الوالي بأنه «»شفار وأكبر بانضي» وسارق مدينة البيضاء.... دون رد من أية جهة، خاصة وأن الاتهامات جد خطيرة. عدة تدخلات طالبت الذين يحمون محمد ساجد برفع أيديهم وهي الجهات التي وصفت بكونها نافذة ومظلة، بل وسماء عالية متينة، وهي حسب المتدخلين، ذات الجهات التي تعرقل عمل الداخلية والعدل، وتحول دون مساءلة ساجد. عضو واحد طالب بضرورة حضور ساجد، لأن تغييبه إهانة لحزب الاتحاد الدستوري! بدوره جدول أعمال الدورة أثار نقاشاً، خاصة نقطة متعلقة باقتناء بقعة أرضية على مساحة كبيرة لتوسيع أحد المدارات قرب إقامة محمد ساجد بمبلغ 13 ألف درهم، وثمنها حسب الأعضاء لا يتعدى 30 درهم للمتر المربع، حيث ساد حديث مرموز داخل الجلسة حول هذه النقطة يستشف منه أن عملية مشبوهة كبيرة تمت في الخفاء لن يفك طلاسيمها إلا بحث الجهات المعنية. باقي النقط التي اعتبرت مشاريع كبرى من قبيل تدبير عمل الترامواي والمسرح الكبير لقيت قبولا مبدئيا، وأحيلت على اللجان لتدارسها انطلاقا من يومه الأربعاء. وحظيت نقطة واحدة تتعلق بدعم جمعية داء السرطان بمبلغ 77 مليون درهم، وكانت هي النقطة الأولى في جدول الأعمال. لم تخل الدورة من مواجهات بين الأعضاء واحتلال المنصة وتبادل الاتهامات، واحتدت المواجهة بين عدد من الأعضاء ورئيس مقاطعة الفداء حسبان الذي اتهمه عضو متسائلا: «.واش انت غياط احشم على فضايحك». مصادر من المجلس أكدت للجريدة بأن الدورة التي سبق ودعا لها ممثلو الاتحاد الاشتراكي من أجل إنقاذ المشاريع الكبرى، وهي الدعوة التي قوبلت من طرف الأغلبية والمعارضة بالقبول، انحرفت عن مسارها الرامي الى إصلاح أوضاع المدينة، وزادت مسماراً في نعش مجلس ولد ميتا بسبب الأيادي أو السماء التي حمت رئيسه سابقاً. ويذكر أن الدورة عقدت وسط إجراءات أمنية مشددة،وتحت إيقاع احتجاجات المعطلين وهو ما حدا بواحدة من أصغر المستشارات » (« بمقاطعة مولاي رشيد) إلى مطالبة المجلس بتحمل مسؤوليته أمام الساكنة وإخراج مناصب الشغل التي يخزنها ساجد.