احتجز مدير مجموعة مدارس التقدم بجماعة «إداكوكمار» بإقليم تيزنيت، الاثنين المنصرم، مجموعة من الأساتذة المعتصمين داخل مؤسسته، احتجاجا على استمرار علاقة التوتر معه منذ ما يزيد عن سنتين، أي منذ قدوم المدير الحالي إليها. وخلال الساعات الأول من صباح يوم الاعتصام، شهدت المؤسسة والساحة المقابلة لبوابتها الرئيسية مشاحنات وملاسنات وصدامات عديدة بين هيئة التدريس ومجموعة من السكان، الذين حضروا إلى عين المكان لمؤازرة المدير في صراعه مع هيئة التدريس العاملة بالمدرسة المركزية، أسفرت عن جرح أستاذ واحد على الأقل بجروح خفيفة في رجليه، وأدت إلى استنفار السلطات المحلية وأجهزة الدرك الملكي، التي رابطت بعين المكان أزيد من ست ساعات، مخافة تطور الصدام إلى ما لا تحمد عقباه. كما منع مدير المؤسسة لجنة رباعية مكونة من النقابات الأكثر تمثيلية، (الجامعة الوطنية لموظفي التعليم (إ و ش م) النقابة الوطنية للتعليم (ك د ش) الجامعة الحرة للتعليم (ا ع ش م) النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش))، من اللقاء بالأساتذة المعتصمين رغم قطع ممثلي هذه النقابات مسافات طويلة من مدينة تيزنيت إلى مقر الاعتصام، حيث فوجئوا بإغلاق الباب الرئيسي للمؤسسة أثناء الأوقات المخصصة للعمل من طرف مدير المجموعة المدرسية بواسطة سلسلة حديدية، كما فوجئوا باحتجاز الأساتذة المعتصمين داخلها، وبمحاولة منعهم من تصوير القفل الذي استعمله في إغلاق البوابة. ورغم المحاولات المبذولة، لم يفلح ممثلو النقابات التعليمية في تهدئة الوضع المحتقن بالمنطقة، مما استدعى حضور النائب الإقليمي رفقة رئيس قسم الشؤون التربوية ومنسق المصالح بالنيابة الإقليمية، للحيلولة دون تطور الموقف إلى مستويات أكبر مما هي عليه. وكان أساتذة المدرسة المركزية قد أعلنوا عن دخولهم في اعتصام مفتوح بفضاء المؤسسة التعليمية، قبل أن يفاجؤوا بهجوم من بعض سكان المنطقة، الذين قاموا بمصادرة الخيمة وجميع اللافتات التي أعدها الأساتذة للاحتجاج على تصرفات المدير، والمطالبة بإيفاد لجنة للتقصي والتحقيق في أوضاعهم مع الإدارة التربوية، التي اتهموها بالتورط في جملة من التجاوزات الإدارية، من قبيل إفشاء السر المهني وعدم إرسال مراسلاتهم إلى الجهات الإدارية العليا، ورفض تسليمهم تقارير تفتيشهم، والتلاعب في نقط الترقية ورفض تسلم طلبات المشاركة في الحركة الانتقالية، والوصولات المثبتة لاستلامه لوثائق أخرى عديدة، زيادة على اتهامه بالتلاعب في معطيات الخريطة التربوية بالمؤسسة، وبالتآمر ضد الأساتذة مع أطراف وصفوها ب«الخارجية» عن المؤسسة، علاوة على تحريض آباء وأولياء التلاميذ ضد الأساتذة بغية تحريك شكايات كيدية ضدهم. يذكر أن المحتجين قرروا بسبب خوفهم على حياتهم من التهديدات، التي تلقوها بعين المكان، نقل اعتصامهم المفتوح إلى مقر النيابة الإقليمية بمدينة تيزنيت ابتداء من صبيحة الثلاثاء، والبقاء هناك إلى حين إيجاد حل للإشكال المستفحل بمؤسستهم، أو قدوم لجنة جهوية للبحث والتقصي في المشاكل التي يعانون منها منذ عدة سنوات. كما علمت «المساء» بأن بعض الأساتذة المحتجين يستعدون للجوء إلى القضاء ضد عدد من المقتحمين لفضاء المؤسسة التعليمية ولحرمة منازل الأساتذة، خاصة أنهم يتوفرون على عدد من الصور التي توثق لعملية الاقتحام وللحظات التوتر بالمؤسسة.