هذه أشغال بعض الموائد المستديرة التي يمكن الشروع فيها من الآن، تحت إشراف المجلس الأولمبي بتعاون وثيق مع مختلف الفعاليات المتوفرة في البلاد، والتابعة في كثير من الأحيان للوزارة الوصية. وفي خط مواز علينا أن نفكر في تنظيم المناظرات الجهوية وفق التقسيم الرسمي، أي باعتماد نظام 16 جهة، فكل جهة من جهات المملكة تستحق أن تنظم بها مناظرة جهوية، بإشراف عال وتتبع دقيق لواقعنا الرياضي ولإمكانياتنا الذاتية، فالمجالس الجهوية تتوفر الآن على إطار قانوني يمكن استغلاله في هذا الباب، وفي كل جهة كفاءات رياضية مشهود لها، إما في شكل أبناء الجهة أو متعاطفين معها، أو العاملين بها، أو أولئك الذين يمكن اللجوء إليهم لتعزيز المناظرة، وللوزارة نفسها مناديب إقليميون وجهويون يمكن اعتمادهم في هذا الباب كنواة أولى في أي تنظيم. إن هذه الخطة الجهوية ستمكن من تكوين فكرة عن الجهة وعن البنيات التحتية المتوفرة بها، ناهيك عن الماضي الرياضي لكل جهة، مما سيساهم في إبراز الذاكرة التاريخية لجميع المناطق، ويمكن اتخاذ مقرات مندوبيات الشباب والرياضة كمراكز جهوية، بعد تعزيزها بعدد من مقرري الورشات التي قد تحدث لهذه المناسبة، كما أن رؤساء الجهات لن يدخروا جهدا في توفير العديد من الإمكانيات لإبراز جهتهم وكذا الشأن بالنسبة إلى العمال والولاة. ولي اليقين بأننا سنفاجأ من خلال هذه الأوراش التي تشرك سكان المنطقة في إيجاد الحلول الواقعية، بكفاءات عالية وخبيرة في هذا المجال، فأين نحن بالنسبة لكل جهة من قائمة قدماء المسيرين والممارسين، ولوائح الأساتذة الطويلة في المجال الرياضي المدرسي والجامعي، شريطة توفير الأطر الكفأة، وتعزيز التأطير الجهوي بكفاءات وفعاليات محلية أو مستقدمة من جهات أخرى؟ إن هم الوزارة هي المناطق التي لا تتوفر على نشاط رياضي جدير بالذكر، وهي مناسبة لتعرية هذا الواقع والبحث عن آفاق أخرى للتنظيم الجهوي. إننا نريد معرفة واقعنا الرياضي والتخطيط له على المدى البعيد، فلا يعقل أن نتناوله بعجالة أو هرولة نحو تبني الحلول الجاهزة، ثم ما العيب في انتظار نتائج مناظرات هذه الجهات شهرا أو شهرين إذا كنا سنجري معاينة صحيحة؟، وهل يمكن تسجيل تقاعس من طرف المنتخبين والفاعلين في هذا الباب؟. من هذه الأرضية يمكن أن تنطلق الأشغال الجهوية، وإذا صنفت هذه الأشغال ضمن أوراش التنمية البشرية، وهي النموذج الحقيقي للتنمية البشرية، فلي اليقين بأن الوزارة لن تنقصها إمكانيات مادية ولا بشرية، وستدخل التاريخ في التوثيق للشأن الرياضي في بلادنا. أما عن الأنواع الرياضية الممارسة في الجهة، فإننا سنخطط لها انطلاقا من واقع معيشي وتجاوب مع طموحات الشباب المغربي. فبالله عليكم راجعوا الأشغال والأعمال التي تم ارتجالها في بعض الجهات، والتي لم تجد لها صدى لدى الجهات المعنية، إننا نرمي إلى تخطيط بعيد المدى، وبعيد أيضا عن الارتجال المصنف في شكل تقارير غير مدروسة، ومعدة من طرف أناس غرباء عن الواقع الرياضي وإمكانيات بلدهم الحقيقية.