إن الساحة الرياضية تتوفر حاليا على إمكانيات مادية وبشرية، لم يتوفر عليها أي مسؤول عن الرياضة في المملكة منذ استقلال البلاد إلى الآن، ناهيك عن الإرادة السياسية، وتكفي الإشارة إلى ما هو متوفر الآن: 1- توفر العديد من الملاعب الكبرى والباقي في طور الإنجاز، حيث تنتشر أوراش بناء الفضاءات الرياضية في كل ربوع الوطن، وهذه المشاريع الكبرى انطلقت خلال تقديم المغرب لترشيحه لاحتضان كأس العالم 2010. 2- إصلاح الملاعب وترميم العديد من المركبات وتعشيبها بالعشب الاصطناعي، بدعم من الحكومة في شكل برامج ناتجة عن عقود مبرمة بين الوزارة الأولى والجماعات المحلية وبعض الجامعات، في إطار ما يعرف ببرنامج للتأهيل الرياضي، وهذه بصمة إيجابية من الوزير الأول السابق إدريس جطو، خلافا لما ادعاه البعض. 3- رصد إمكانيات مالية ضخمة للرياضة، حيث لو تفحصنا مختلف الميزانيات التي عرفتها الرياضة والتقارير المالية في الجموع العامة، لاستوقفتنا الأموال الطائلة التي أصبحت «تتمرغ» فيها الأندية الرياضية والجامعات والعصب خلال السنوات الأخيرة، أتذكر أنني استئمنت على مداخيل الرجاء البيضاوي في مباراة الديربي ضد الوداد، حيث سلمني المسؤول المالي آنذاك المرحوم مصطفى شمس الدين، مبلغا قدره 4250 درهما وكان ذلك سنة 1972، الآن فاقت مداخيل الديربي 100 مليون سنتيم إضافة إلى عائدات الإشهار، علاوة على الخصاص الذي كان يسجل في تعويضات التحكيم ومصاريف التنقلات، أما الآن فميزانية بعض الفرق تتجاوز ملايير الستنيمات، في شكل إشهار وحقوق النقل التلفزي وانتقالات اللاعبين ومداخيل الملاعب والمدارس الكروية.. 4 - وجود قناة تلفزيونية متخصصة فضلا عن الصفحات الرياضية اليومية لأغلب المنابر الإعلامية، فتوفر المملكة على قناة رياضية متخصصة يعتبر مكسبا، لكن الغريب هو أن وزارة الشباب والرياضة لم تلجأ لهذه الوسيلة الإعلامية الناجعة، في تنظيم مناظراتها الجهوية، علما أنه كان بالإمكان التنسيق مع هذا الجهاز الإعلامي في كل المناظرات الست السابقة، يتم خلالها استثمار هذه القناة في التعريف بكل منطقة على حدة على مستوى المؤهلات والخصائص الرياضية، وهو الشيء الذي لم نشاهده قط، فلا معاينة للتجهيزات الرياضية ولإمكانية الجهة ولا موائد مستديرة بين الفعاليات الرياضية للجهة الغاية منها التعريف بأبطالها ورموزها، كل هذه الأشياء غابت لعدم التفكير في الآلية أي القناة التي يتم عبرها الوصول إلى العمق. كان بالإمكان تجنيد هذه القناة مع زمرة من الصحافيين والإعلاميين الذين تتوفر عليهم البلاد، وفتح نقاش وطني معمق، واستمزاج الرأي لدى مختلف الفعاليات الرياضية على الصعيدين الجهوي والوطني، ولي اليقين أن تنسيقا من هذا النوع لن يكلف الوزارة المبالغ التي كلفتها شركة الدراسات والأبحاث بدون توثيق.