يمكن القول إن أكادير الكبير، الذي يشمل بالإضافة إلى جماعة أكادير، الجماعات المجاورة، إنزكان، والدشيرة، وأيت ملول، يمثل حالة نموذجية ورائدة وطنيا لما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الأندية الرياضية والجماعات الحضرية، وهي علاقة توفر للإندية أشكالا من الدعم المادي واللوجيستيكي في أفق الخروج بها من منطق الخصاص والسعاية. ويمكن أن نرجع هذه العلاقة إلى مرحلة دخول الميثاق الجماعي الجديد، أي منذ سنة 1976إلى حيز التنفيذ. Aفمنذ أول مجلس بلدي سير شؤون مدينة الانبعاث في سياق هذا الميثاق، وتحديدا منذ المرحلة التي كان فيها المرحوم الأخ إبراهيم الراضي رئيسا للبلدية، بدأت الرياضة تشكل أحد الاهتمامات الأساسية للمجلس الجماعي. وهذا ما جعل تجربة مدينة أكادير تتحول إلى تجربة رائدة في المنطقة، سيتم استلهامها والسير على خطاها، وإن بدرجات متفاوتة، من طرف جماعات أيت ملول، الدشيرة وإنزكان. وبالنسبة لجماعة أكادير شمل هذا الاهتمام جانبين أساسيين يتمثلان في الارتقاء بالبنيات التحتية الرياضية وتعميمها، وكذا دعم الأندية والفرق الرياضية حسب موقعها وحاجياتها. بالنسبة للجانب الأول يكفي أن نذكر عدد الملاعب المعشوشبة التي تتوفر عليها المدينة. فبالإضافة الى ملعبي الإنبعاث وعبد الله ديدي المهدد بأن يلتهمه سوق الاحد، نجد ملاعب معشوشة أخرى كملعب سيدين بلخير بإحشاش، وملعب الانبعاث الجنوبي، هذا دون إغفال بعض الملاعب ذات الأرضية الصلبة. كملعب سيتمار. كما تم خلال الولاية الحالية للمجلس البلدي، بموازاة مع إنشاء دور الأحياء من العديد من نقاط الجماعة، خلق فضاءات رياضية مفتوحة في كل الأحياء. أضف إلى هذا قاعة الإنبعاث التي تعتبر من أحسن القاعات المغطاة على المستوى الوطني، والتي أهلت مدينة أكادير لاستقبال العديد من التظاهرات الدولية والعالمية، ليس أقلها بطولة العالم للرياضات الوثيرية وبطولة العالم في الملاكمة لأقل من 19 سنة، ثم بطولة العالم في الكيك بوكسينغ والتايكواندو والموزيكال فورم، ناهيك عن مباراة كأس ديفيس في التنس بين المغرب والأرجنتين، وغيرها من التظاهرات. بالنسبة لجانب دعم الأندية، توفر الجماعة الحضرية لأكادير كل أشكال الدعم الممكنة للفرق، من الدعم المادي الذي يصل بالنسبة لفريق كالحسنية الى ما قدره 150 مليون من السنتيمات كمنحة سنوية. كما يتم دعم بعض الفرق الصغرى، وفي مختلف الرياضات بتوفير وسائل النقل لها لخوض مبارياتها خارج أكادير. أكثر من هذا عملت الجماعة منذ عقود إلى توفير أرضية للفرق لبناء مقرات لها. وهو الأمر الذي استفادت منه فرق كنجاح سوس، ورجاء أكادير، ومؤخرا شباب الخيام، وكذا نجم أنزا، فريق حسنية أكادير بعد إضاعته لعدة فرص في هذا الصدد، كما أنه يتوفر على رواق الانبعاث الذي انبثقت فكرة إنشائه منذ عهد المرحوم إبراهيم الراضي، وهو يوفر حاليا للفريق الأكاديري مداخيل سنوية تقدر بحوالي 120 مليونا من السنتيمات. هناك مثال آخر لايمكن إغفاله، ويتمثل في جماعة آيت ملول القريبة من أكادير، والتي تبذل بدورها مجهودات كبيرة في دعم الفعل الرياضي. فهي تعتبر الجهة المحتضنة لفريق الاتحاد الرياضي البلدي لآيت ملول، الذي أزاح مؤخرا فريقا كبيرا، هو الرجاء البيضاوي، من منافسات كأس العرش. فآيت ملول تتوفر على ملعب معشوشب يتوفر على كل المرافق. كما أنشئت بمحاذاته، وعلى طبقين، حوالي 62 محلا تم كراؤها سواء كمحلات تجارية أو مكاتب لوكالات الأسفار والأشغال الإدارية المختلفة. وهي توفر دعما ماديا لايستهان به لفريق المدينة الأول، الذي تحول الى نادي حقيقي يتوفر بالإضافة الى فريق كرة القدم الذكورية والنسائية على فروع للكرة الطائرة، وألعاب القوى والكرة الحديدية، وكرة اليد. كما يتوفر على مقر خاص به يتوفر على القسم الإداري للفريق، ويشمل مكاتب الفروع، بالإضافة إلى قاعة لتقوية الجسم، وفضاءين للإيواء أحدهما عبارة عن مرقد جماعي، والآخر عبارة عن مرقد فردي. وعموما فالعلاقة بين الجماعات بمحيط أكادير الكبير والأندية الرياضية تبقى كما أشرنا علاقة متميزة، وإن كان التأثير في هذا الصدد يأتي من جماعة أكادير - المدينة التي تقوم بمجهودات حقيقية لتمكين الأندية من أداء دورها التأطير. وهي حاليا بصدد توفير مكاتب ومقرات لمختلف العصب الرياضية على شاكلة عصبة سوس لكرة القدم، التي هي العصبة الوحيدة التي تتوفر على مقر منذ الموسم الرياضي 95 / 94 ثم هناك منجزة أخرى هامة، تتمثل في مركز الطب الرياضي الجهوي والذي يمثل حلما للسيد الحسين الراديف رئيس عصبة كرة القدم، والذي وصل في إنجازه المراحل النهائية، وسيشكل بالتأكيد إضافة ستغني التميز الرياضي لمنطقة سوس.