اضطرت مصالح بلدية سبت جزولة (20 كلم جنوب شرق آسفي) إلى طلاء مادة «القطران» على محيط مقر الخيرية الإسلامية، التي تتخذها قيادة الدرك الملكي ثكنة مؤقتة لأزيد من 100 من عناصر الدرك، التي حلت في وقت سابق بمنطقة سبت جزولة، في إطار تعزيزات أمنية لحفظ النظام بعد النقص البشري، الذي كانت تعاني منه قيادة الدرك التي تتسع دائرة نفوذها الترابي إلى الحدود مع مدينة الصويرة. وقالت مصادر من عين المكان، في اتصال مع «المساء»، إن العشرات من عناصر الدرك الملكي لم يعد بإمكانها المبيت في البناية المخصصة لها بمقر الخيرية الإسلامية بعد الهجوم اليومي الذي تتعرض له من قبل أسراب كثيفة من البعوض والجرذان التي تزايدت أعدادها في السنين الأخيرة بفعل وجود أكبر بركة متعفنة للمياه العادمة على المستوى الوطني عند المدخل الغربي لبلدية سبت جزولة. وأشارت مصادرنا إلى أن مجموعات من عناصر الدرك الملكي أصبحت مضطرة إلى السفر لمدينة آسفي للمبيت والعودة في الصباح الباكر إلى الثكنة المؤقتة للدرك الملكي بسبت جزولة، في وقت أكدت مصادرنا أن حالة من التذمر والاستياء تسود عناصر الدرك الملكي، التي حلت بالمنطقة لاستتباب الأمن فوجدت نفسها محاصرة يوميا وفي ساعات متأخرة من الليل بأسراب البعوض والحشرات والجرذان. وعلمت «المساء» أن مصالح بلدية سبت جزولة وبعد توصلها بحقيقة الشروط الصحية المتدنية التي تعيش فيها عناصر الدرك الملكي في ثكنتها المؤقتة عمدت إلى طلاء محيط مقر إقامة الدركيين بمادة «القطران». وقالت مصادر جيدة الاطلاع إن سبب لجوء بلدية «السبت» إلى هذه المادة مرده الاختفاء المفاجئ لفصول ميزانية محاربة الأوبئة التي تخصصها عادة كل الجماعات المحلية لمحاربة الحشرات. وفي اتصال مع أحد منتخبي مجلس بلدية سبت جزولة لم ينف متحدثنا اختفاء ميزانية الفصول المخصصة لمحاربة الأوبئة، وقال في هذا الصدد إن مبلغ 18 مليون سنتيم هو المخصص في ميزانية بلدية جزولة لمحاربة «الناموس والجرذان»، لكن «الاعتماد المالي لهذه الفصول لا يظهر للساكنة التي تركت وحدها تحارب أسراب الحشرات والجرذان التي تنتعش بشكل مهول مع وجود بركة المياه العادمة»، حسب قوله.