شهدت منطقة «سبت جزولة» (18 كلم شرق مدينة آسفي) انفلاتا أمنيا غيرَ مسبوق، بعد أن هاجمت عصابة مكونة من أزيد من 50 شخصا، من بينهم ملتحون، فرقة من 3 عناصر من الدرك الملكي وحاصروها داخل مقهى شعبي وسط «جزولة»، مهددين إياهم من أجل إجبارهم على إطلاق سراح أحد أشهر المبحوث عنهم والمصنف في خانة «خطر»، نظرا إلى حجم الشكايات المسجلة ضده والتي تتوزع بين السرقة واعتراض السبيل والتهديد بالسلاح الأبيض والسرقة بالعنف. وقالت مصادر حضرت واقعة الانفلات الأمني في بلدية «جزولة» إن فرقة من الدرك الملكي حضرت عشية الثلاثاء الماضي في حوالي الساعة السادسة والنصف إلى مقهى الشعبي بعد ورود إخبارية تفيد تواجد المجرم المبحوث عنه بعين المكان، وبعد الانتقال ومباشرة إجراءات إلقاء القبض وتصفيد المبحوث عنه، فوجئ درك «جزولة» بمحاصرتهم من قِبَل عصابة، بينها ملتحون، يهددونهم من أجل إجبارهم على إطلاق سراح المبحوث عنه. وأشارت مصادرنا إلى أن رجال الدرك، وبعد عدم انصياعهم لتهديدات تلك العصابة وإصرارهم على مغادرة المقهى ومعهم المبحوث عنه وهو مصفد اليدين، تمت مباغتتهم من قِبَل عناصر تلك العصابة بالمياه الساخنة التي صبّوها على رجال الدرك، الذين أصيبوا بجروح في أطرافهم العليا. وبعد تشابك قوي، استطاع رجال الدرك مغادرة المقهى والاحتماء بدكان صغير للحلاقة، وهنا -تضيف مصادرنا- وقعوا في الفخ، حيث تمّتْ محاصرتهم، من جديد، من قِبل عناصر نفس العصابة التي روّعت المنطقة وأمطروا رجال الدرك بالحجارة وجرى تكسير الواجهة الزجاجية للدكان. وحسب المعطيات ذاتها، فقد ساد جو جد مشحون خلال هذه المواجهة وأصبح رجال الدرك (3 عناصر فقط) في مواجهة أزيد من 50 مهاجما يرمونهم بالحجارة، مما اضطروا معه، نظرا إلى خطورة الوضع الأمني وحفاظا على حياتهم، إلى تخليص المبحوث عنه وإزالة الأصفاد عنه وإطلاق سراحه، قبل أن يتم تهريبه وسط جموع المهاجمين إلى وجهة غير معلومة. إلى ذلك، قالت مصادر من «سبت جزولة» إن 10 عناصر من رجال الدرك ممن يشرفون إداريا على قيادة الدرك في المنطقة لا يمكنهم ضبط الأمن في منطقة آهلة بالسكان كجزولة ولا يمكن إشرافهم أمنيا على مناطق قروية أخرى مجاورة، (براكة لامين واثنين الغيات وخميس القنطرة وأولاد سلمان) في وقت علمت «المساء» أن تعزيزات أمنية من رجال الدرك قدِمت من آسفي لتطويق هذا الانفلات الأمني وأن فرقة خاصة من درك آسفي أخذت صورا لمكان الهجوم على درك «جزولة» وفتحت تحقيقا في الحادث.