جاء اعتقال الزعيم الثالث لعصابة (الكرد) الإجرامية، التي روعت السكان بالخميسات وتيفلت وجماعة عين الجوهرة والرماني والخزازنة ومنطقة الغرب وسيدي علال البحراوي، بعد مجموعة من التحريات باعتباره من أخطر المجرمين المبحوث عنهم، الذي دوّخ المصالح الأمنية على مستوى الإقليم، والذي تم إطلاق عيارات نارية عليه خلال شهر رمضان أثناء مطاردته بضواحي القطبيين ومقاومته للعناصر الأمنية التي حاول الاعتداء عليها.وأوضحت المصادر ذاتها أن المتهم(ج.ن) اعترف في محاضر الاستماع العديدة، التي فتحها معه كل من رجال الشرطة القضائية بتيفلت وسرية الدرك الملكي لسيدي عبد الرزاق والفرقة القضائية للدرك الملكي بالخميسات، إضافة إلى درك الكاموني، الذي تمكن من اعتقاله بعد نصب كمين له بمساعدة أبناء الدوار، الذي ينتمي إليه المتهم بعدما ضاقوا ذرعا باعتداءاته المتكررة عليهم واستعمال العنف والقوة في معاملته معهم، بأنه ينتمي إلى عصابة إجرامية متخصصة في اعتراض سبيل المواطنين الأبرياء، وسلبهم ما بحوزتهم من مال وحلي وهواتف نقالة وكل ماهو ثمين. وقد أحالت مصالح الضابطة القضائية لسرية الدرك الملكي بسيدي علال البحراوي، التابعة للقيادة الجهوية بالخميسات، على أنظار الوكيل العام لاستئنافية الرباط (ج.ن)، المبحوث عنه في قضايا إجرامية متنوعة والمسجل خطير جدا، وهو من ذوي السوابق العدلية. وقد صدرت في حقه ثمان مذكرات بحث على الصعيد الوطني، بتهم تكوين عصابة إجرامية الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب واستعمال العنف والتهديد بالسلاح الأبيض في حق رجال القوات العمومية وعشرات الضحايا. اعتداءات خطيرة كانت غابة «الدالية»، التي صارت ضمن المدار الحضري لمدينة تيفلت، تعتبر مقر تجمع العصابة. وقد أكد المتهم بأن أخطر عناصر العصابة هو المدعو(ب.ع) الملقب (بالكرد) ونائبه الثاني المدعو(ب.ب) اللذان تم إيقافهما سابقا، فيما بقي هو يتزعمها ويشكل خطرا كبيرا على سكان عين الجوهرة وضواحيها وأيضا على مدينة تيفلت، حيث تم العثور بحوزته لدى إيقافه على أسلحة بيضاء عبارة عن سكاكين مختلفة الأحجام وغاز مسيل للدموع. ومن بين أهم القضايا،التي يتابع فيها المتهم، الذي تعرف عليه العديد من ضحاياه الذين حجوا إلى مخفر الدرك بسيدي علال البحراوي، تعريضه لأحد الفلاحين للضرب والجرح بالسلاح الأبيض وسلبه ما يقارب 6 ملايين سنتيم وتركه مغمى عنه، بعدما ظن أفراد العصابة أنه فارق الحياة. كما قام المتهم رفقة أفراد العصابة باقتراف أزيد من 20 جريمة اعتداء في حق مواطنين أبرياء، كان من بينهم شرطي ودركي قاموا بسرقة بذلته العسكرية، ومهاجرون بالديار الأوروبية. كما قاموا باحتجاز واغتصاب جماعي للعديد من نساء وفتيات المنطقة والهجوم على محلات تجارية والاتجار في الخمور باستعمال ناقلة ذات محرك والسرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض. عمليات محكمة للعصابة كانت الاعترافات التي أدلى بها الزعيم الرئيسي للعصابة الإجرامية، التي أدخلت الرعب والخوف في نفوس الكبار قبل الصغار،هي نفس الاعترافات التي اعترف بها الزعيم الثالث لها، حيث اعتبرها المحققون مثيرة وتنم عن حس إجرامي خطير، حيث كان أفراد العصابة يقومون بعملياتهم نهارا وليلا وبجميع الأمكنة القروية والحضرية. وقد اعترف(ج.ن) بأنه كان في البداية يقوم بترويج الخمور بدون رخصة بغابة محاذية لمدينة تيفلت رفقة رفاقه آنذاك، حيث تمكن من توسيع نشاطه وموارده،إلا أنه بعدما أصبحت الغابة تابعة للنفوذ الحضري لمدينة تيفلت، قامت عناصر الشرطة بحملات تطهيرية ومكثفة تمكنت خلالها من الحد من نشاطه، الأمر الذي جعله يعدل عن نشاطه ويتفق مع رفاقه بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في اعتراض سبيل المارة وسلبهم ما بحوزتهم من مال وهواتف نقالة وأشياء ثمينة مستعملين أسلحة بيضاء في اعتداءاتهم، فتم لهم ذلك، حيث استطاعوا تنفيذ العديد من العمليات الإجرامية، تمكنوا خلالها من إدخال الرعب على المواطنين، وزاد بطشهم إلى حد اغتصاب النساء بالعنف والانتقام وهتك العرض لكل من سولت له نفسه صدهم أو الإبلاغ عنهم، مضيفا أنه المتزعم والعقل المدبر لهذه العصابة رفقة المدعو بلفقيه، الذي سبق اعتقاله وتقديمه للعدالة.ولتوسيع نشاطهم وتسهيل عمليات تنقلاتهم وفرارهم اشترى(ج.ن) سيارة من نوع (مرسيدس)، وهي نفس السيارة التي تم حجزها في إحدى الحملات المحكمة للعناصر الأمنية. أموال طائلة السيارة التي قام بشرائها (ج.ن) كانت من أموال راكمها أفراد العصابة من وراء ترويجهم الخمور وعمليات السرقات، التي تمكنوا من سلبها من الضحايا، خاصة الهواتف المحمولة التي كانوا يقومون ببيعها إما بمدينة سيدي يحيى الغرب أو مدينة سلا أو الدارالبيضاء. وبصفته الزعيم الثالث للعصابة ورفيق العقل المدبر لها، فقد تمكن (ج.ن) من جني أموال مهمة استثمرها. وقد اعترف الزعيم الثالث باقتراف نفس العمليات التي اقترفها الزعيم الأول للعصابة(الكرد) عند إلقاء القبض عليه، وقدم تفاصيلها ضمن محضر أقواله، مضيفا أن كل عملياته بهاته المدينة كان ينفذها غالبا ليلا بأماكن مظلمة إما بغابة «اناف» أو تجزئة الدالية وتجزئة المعلمين وتجزئة خميس حيث تعرض دركي لسرقة بذلة عمله، التي قام(ج.ن) بحراقها رفقة مشاركيه. كما اعترف بأسماء أفراد عصابته الإجرامية، ومن بينهم ثلاث فتيات يعتبرن خليلات أفراد العصابة.