أمرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بسطات، أول الثلاثاء الماضي، بوضع عمال تابعين لإحدى شركات المناولة تحت الحراسة النظرية إلى حين استكمال التحقيقات الجارية على خلفية مصرع شاب (28 سنة) في الثانية بعد الظهر من اليوم نفسه إثر سقوطه في إحدى الحفر، التي «لم تكن مسيجة»، حسب مصادر «المساء». وكان عمال شركة المناولة يقومون بأشغال مد قنوات الصرف الصحي بزنقة الرباط حي باب الصابون بسطات عندما فوجئوا بسقوط الضحية الذي لم ينتبه إلى الحفرة، حيث عمدوا إلى مساعدته وانتشاله من الحفرة ووضعه جانبا، ظنا منهم أنه مازال على قيد الحياة إلى أن تأكدوا من وفاته. وقد انتقلت جميع الجهات المسؤولة، وعلى رأسها عناصر الشرطة، إلى مكان الحادث. كما انتقلت عناصر من الشرطة العلمية إلى عين المكان حيث أفضت معاينتها للحادث ولجثة الضحية، ومن خلال التحقيق الأولي الذي أجري مع العمال، إلى أن وفاة الهالك لم تكن طبيعية وأن هناك تغييرا في معالم الجريمة. وتقرر وضع العمال رهن الحراسة النظرية بولاية أمن سطات، في الوقت الذي أودعت جثة الشاب بمستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني، حيث من المنتظر أن تكون قد خضعت لتشريح طبي، في حين مازال التحقيق جاريا من أجل تحديد المسؤوليات والتأكد إن كان العمال قاموا بسحب الجثة بغرض تغيير معالم الجريمة، على الرغم من علمهم بالوفاة، أم أنهم قاموا بذلك بدون أي نية مبيتة. يشار إلى أن عاصمة الشاوية ورديغة تحولت إلى ورش مفتوح بسبب أشغال كبرى تمس كافة الأحياء بالمدينة بهدف إعادة تقوية قنوات الصرف الصحي وشبكات الربط بالكهرباء وقنوات المياه وشبكة الهاتف، بالإضافة إلى الإنارة العمومية والتشوير الطريق الأفقي منه والعمودي وتوسعة مجموعة من الشوارع الرئيسية بالمدينة، فضلا عن تبليط وتزليج الأرصفة، وهي الأشغال التي تتم تحت إشراف مجموعة من شركات المناولة، التي رفعت من وتيرة سير الأشغال، حتى أن بعضها يشتغل على مدار الساعة وحتى في الأعياد والعطل، غير أن الملاحظة الأساسية، حسب المصادر نفسها، أن عددا من هذه الشركات لا تلتزم بالضوابط الوقائية، الشيء الذي يشكل خطرا على سلامة المواطنين وعلى سياراتهم، خاصة في حال غياب علامات الأشغال وكذلك تسييج الحفر التي تنتشر في المدينة.